أخبار كوركولمقابلاتمميز

حبصة صو في مقابلة خاصة مع الشروق نت : «أرفض تهميش من ضحّوا من أجل النظام… وحان وقت تصحيح مسار حزب الإنصاف على مستوى مقاطعة أمبود »

الشروق نت / في المشهد السياسي لولاية كوركول، تبرز أسماء لمعت نتيجة مواقفها الجريئة، ووفائها لقضايا شعبها، وقدرتها على تجاوز الاصطفافات الضيقة لصالح بناء وطني أوسع.. ومن بين هذه الأسماء، تبرز السيدة حبصة صو، التي استطاعت أن تشقّ طريقها بصبر وثقة، رغم العقبات الكثيرة والتحديات المتراكمة..

تنحدر حبصة من بيئة قروية ذات ثقل اجتماعي كبير، وتجربة تعليمية مميزة، أهلتها لأن تلعب أدوارًا متقدمة في الحقلين السياسي والاجتماعي.

في هذا اللقاء الحصري مع “ الشروق نت”، تتحدث حبصة صو بصراحة نادرة، عن بداياتها، وتحولاتها السياسية، وتفاصيل علاقتها المتقلبة مع الوزيرة الحالية عيشاتا با يحي، إضافة إلى تقييمها لواقع حزب الإنصاف في مقاطعةأمبود ، وموقفها من مآلاته الحالية، مؤكدة أن الوقت قد حان لمراجعة جذرية تستجيب لتضحيات المناضلين الحقيقيين.

من هي حبصة صو؟

ولدت حبصة صو في بلدية فم لكليتة، وتحديدًا في قرية ” ول عالي ” ، إحدى قرى مجموعة ” فلب جير سانراب ” ، المعروفة تاريخيًا بنشاطها في مجال تربية الماشية، وبامتدادها الجغرافي والاجتماعي في بلديات تكوبرة، فم لكليتة، سوفة، ودباي أهل كلاي.

تلقت حبصة تعليمها الأساسي في قريتها، قبل أن تنتقل مع عائلتها إلى مركز كوري الإداري بولاية كيدي ماغا، حيث واصلت دراستها الإعدادية، لتلتحق لاحقًا بالثانوية في مدينة روصو، وتحصل على شهادة البكالوريا.. بعد ذلك، نالت منحة دراسية حكومية مكنتها من متابعة دراستها الجامعية في الجزائر، في تخصص المالية، ما أتاح لها تكوين رؤية متقدمة حول الاقتصاد العام وإدارة الشأن المحلي.

البداية السياسية في مقاطعة أمبود بدعوة شخصية من الوزيرة المستشارة بالرئاسة حاليا عيشاتا با يحي 

في عام 2013، فتحت السياسة أبوابها أمام حبصة صو من خلال دعوة مباشرة من الوزيرة الحالية عيشاتا با يحي وأسرتها، للعودة إلى مقاطعة أمبود والانخراط في الحملة الداعمة لترشح الوزيرة في الانتخابات النيابية آنذاك..كانت حبصة حينها فاعلة اجتماعية معروفة في مقاطعة أمبود، تشرف على مبادرات دعم وتوعية مجتمعية داخل محيطها، مما منحها رصيدًا شعبياً مهماً.

تقول حبصة:

«كنت أقدم الدعم المتواصل لمجتمعي المحلي، واعتبرت تلك الدعوة فرصة للانتقال من الدعم الاجتماعي إلى الفعل السياسي الحقيقي..لم أتردد، وكنت على قدر التحدي».

التحول نحو الاستقلالية: من خسارة 2013 إلى انتصار 2018

بعد خسارة الوزيرة عيشاتا با في انتخابات 2013 وقرارها التراجع عن النشاط السياسي، قررت حبصة صو البحث عن أفق أرحب.. انضمت إلى حزب الكرامة، الذي وصفته بأنه كان حينها الإطار الذي وفّر لها حرية المبادرة والعمل دون وصاية.

وفي انتخابات 2018، شاركت حبصة ضمن تحالف سياسي استطاع تحقيق إكتساح كبير في مقاطعة أمبود، عبر الفوز بمقعد نائب في البرلمان وستة عمد من اصل تسعة ..

 تؤكد حبصة أن هذا الفوز لم يكن نتيجة ظرف طارئ، بل ثمرة عمل ميداني منظم، شاركت فيه بقوة، رغم أن الوزيرة عادت للسياسة و كانت وقتها مديرة لأهم مركز إستشفائي بنواكشوط في صف الحزب الحاكم وتستفيد من الدعم الرسمي ، و حاولت إختراق القاعدة الشعبية التابعة لحبصة، و هو ما أكدت نتائج الانتخابات حينها ، فشلها فيه ..

العودة إلى حزب الإنصاف : قرار صعب ومسؤولية وطنية..

توضح حبصة أن العودة إلى حزب الإنصاف لم تكن خيارًا سهلاً، بل جاءت بعد ضغوط متنوعة مورست عليها وعلى والدها من جهات عدة.. ورغم التحفظ، قبلت العودة تحت مبدأ المسؤولية السياسية، لتُنتخب لاحقًا عضوًا في المجلس الوطني للحزب.

بدأت مهمتها بقيادة جهود التعبئة في عرفات بنواكشوط، ثم انتقلت إلى فم لكليتة بطلب خاص من قيادة الحزب، حيث لعبت دورًا مركزيًا في استعادة بلدية فم لكليتة و فوز مرشح حزب الإنصاف السيد هاشم ولد أعلي الملقب هاديه ، بعد غياب دام عشر سنوات عن الحزب الحاكم، بفضل تعبئة دقيقة وعمل تنظيمي على الأرض.

مساهمتها في الانتخابات الرئاسية: تعبئة واسعة وتأثير ملموس

في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، كان لحبصة دور محوري، إذ أشرفت على تسجيل الناخبين ودعمهم، خاصة ضمن قاعدتها المنتشرة في 73 قرية داخل بلديتي فم لكليتة و أيضا في بلديات سوفة ، و تكوبرة، و دباي أهل كلاي ، لم تكتف بتأطير أنصار الحزب فقط، بل نجحت في استقطاب العديد من أنصار المعارضة، مما عزز رصيد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في المقاطعة.

تقول:

«العمل لم يكن نظريًا، بل ميدانيًا شاقًا، ونجحنا في خلق زخم حقيقي على الأرض».

الخلاف السياسي مع عيشاتا با: من التباين إلى التنسيق المرحلي

ورغم الخلافات السياسية الواضحة، اجتمعت حبصة والوزيرة عيشاتا في جولة ميدانية مشتركة، بطلب من الأخيرة خلال الأسابيع المنصرمة..

 

 توضح حبصة أنها لم تمانع المشاركة، لكنها اشترطت أن تشمل الزيارة قرى من جميع المكونات الاجتماعية لضمان التوازن ، عكس ما كانت تنوي الوزيرة.. و أن تكون تلك المشاركة برعاية كاملة و مباشرة من النائب جعفر ولد ماء العينين، رئيس قسم حزب الإنصاف في مقاطعة أمبود ، و مشاركة عمدة بلدية فم لكليتة هاشم ولد أعلي الملقب هاديه ..

 

وتضيف:

 

«زيارة الوزيرة لقرى آدواب كان هي الأولى، و بدعم مباشر من النائب جعفر ولد ماء العينين ومني شخصيًا ، و العمدة هاديه، وهو ما لم يكن ليحدث دون إشتراطي لذالك، فالوزيرة أرادت أن تقتصر زيارتها على قرى حاضنتها الإجتماعية فقط “

 

 

غياب التكريم والاعتراف: أزمة تقدير داخل الحزب

 

عبرت حبصة صو عن استيائها من غياب التقدير داخل حزب الإنصاف، رغم مجهوداتها الواضحة ودورها الميداني المؤثر.. وتشير إلى أن الحزب في مقاطعة أمبود، ما زال يعاني من اختلالات بنيوية، أبرزها تكريس الولاءات الضيقة وتجاهل الكفاءات ، و إحتساب جهود المناضلين لآخرين من ذات حاضنة المناضلين الإجتماعية، دون أن يكون لهم أي دور يذكر في تلك الجهود .. فقط لأنهم يملكون حماية من شخصيات قريبة من مركز صنع القرار ، تُسرق لهم تلك الجهود ، و تضاف لرصيدهم الوهمي ..

 

تقول حبصة بحزم:

 

«تمت خيانة الوعود التي قُطعت لي في انتخابات 2023.. لم أنل حتى أبسط أشكال التقدير رغم كل ما قدمته.. هذه العقلية الإقصائية لن تبني حزبًا وطنيًا حقيقيًا ، و تهدد الحزب على مستوى مقاطعة أمبود.. و هي التي كانت السبب الحقيقي وراء نتائج مرشحي الحزب في المقاطعة ».

 

 

رسالة حبصة صو : من أجل إنصاف المناضلين وتصحيح المسار في مقاطعة أمبود 

 

تختم حبصة صو رسالتها بدعوة صريحة إلى إعادة النظر في طريقة إدارة الحزب والسلطة للطاقات المحلية في مقاطعةأمبود ، مؤكدة أن الوقت قد حان لمكافأة أصحاب الميدان، لا أصحاب الولاءات المؤقتة ، أو من يحظون بحماية لسرقة جهود الآخرين ..

 

« لقد آن الأوان لتصحيح مسار حزب الإنصاف في مقاطعةأمبود. . لا يمكن إقصاء من ضحّوا بصدق، لصالح من يجيدون المسايرة و سرقة الجهود فقط .. يجب أن يكون المعيار هو العمل والتفاني، لا القرابة والانتماء الضيق و من دأبوا على صعود السلم الوظيفي و السياسي بجهود غيرهم .. نحن مستعدون للمضي قدمًا، لكننا نرفض أن نُستغلّ بدون تقدير..

حوار / عالي أحمد سالم 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى