المهرجان الثقافي في كيهيدي.. احتفاء بالوحدة ووفاء للوطن

الشروق نت – كيهيدي
كيهيدي، عاصمة كوركول، تفتح ذراعيها اليوم لكل أبناء الوطن في عناق بين التاريخ والحاضر حيث يتحول المهرجان الثقافي إلى منصة تعلن من خلالها الولاية عن ثقافتها وتاريخها وعن مسار التلاحم والانسجام بين مكونات المجتمع في انصهار مجتمعي يجسد عمق الالتحام بين ألوان وأجناس هذا الشعب.
اليوم تبرز مدينة كيهيدي كمركز جامع لموريتانيا ومحطة ظلت على الدوام حاضرة في مسار الدولة، شاهدة على التحولات الكبرى ومشاركة في صناعة القرار الوطني.
فمن هذه الأرض المروية بعرق الفلاحين وصبر الرعاة وبأصوات حفظة القرآن الكريم في محاظر الحاج محمود با وببسالة المقاومين من أمثال سيد أحمد هيبة وعبدول بوكار كان، خرجت أصوات في المجالس النيابية وتألق رجال ونساء في خدمة الوطن وارتفعت الرايات في ساحات الاحتفال بالاستقلال ومرت مواكب الرؤساء لتدشن الطرق والجسور وتربط الحلم بالواقع.
هنا، حيث تلتقي أصالة الصباغة التقليدية بألوانها الزاهية مع أناشيد أرض الوالو وأنغام تدينيت أهل همد فال وإبداعات النيفارة، وحيث يشهد سد “فم لكليته” على إرادة الإنسان في تطويع الطبيعة، يطل المهرجان كمرآة تعكس هوية موريتانيا المتعددة والمتماسكة، في مشهد تتداخل فيه الأبعاد الثقافية والسياحية والسياسية.
إن هذا المشهد ما كان له أن يتحقق لولا القرار الرئاسي الشجاع الذي اتخذه صاحب الفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني والقاضي بضرورة الاهتمام بالثقافة والعناية بالوطن ودعم التنمية المحلية والسياحة الداخلية. وبذلك يرسم فخامته رؤية وطنية تعتبر التنمية والثقافة أساس التطور نحو المستقبل. وكأن كيهيدي اليوم تقول بصوتها العالي: إن قوتها في تنوعها وإن تاريخها شهادة وفاء للدولة وإن حاضرها عهد ولاء لمشروعها الوطني الكبير.