أخبار كوركولأخبار وتقاريرمميز

كيهيدي.. مهرجان الضفة يوقظ التراث ويعكس فسيفساء كوركول

الشروق نت- كيهيدي

عند المساء، حيث ينعكس وهج الشمس على صفحة نهر السينغال، احتضنت مدينة كيهيدي  اليوم فعاليات مهرجان الضفة، المنظم من طرف وزارة التجارة والسياحة تزامناً مع انطلاق الأسبوع الثقافي الوطني. كان المشهد مزيجاً من ألوان التراث وروائح التاريخ، حيث بدا المهرجان أقرب إلى لوحة فسيفسائية تعكس روح كوركول في تنوعها الإثني والثقافي.

الوفد الوزاري، الذي ضم وزيرة التجارة والسياحة زينب منت أحمدناه ووزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان الحسين ولد امدو، رافقه والي كوركول محمد المختار ولد عبدي، ورئيس الجهة آمادو آبو با، وعمد بلدية كيهيدي، إلى جانب نواب المقاطعات: جعفر ولد ماء العينين، الحسن ولد باها، حبيب ولد أجاه، وهاشم ولد الساموري. كما حضر الإطار بوزارة الزراعة باب أحمد ولد النقرة على رأس حلفه الذي ضم عمدتي بتنكل وكنكي، و مدير المدرسة الوطنية للبحث والإرشاد الزراعي الفاعل السياسي سيد الخير  ولد الطالب أخيار،  والوزيرة المستشارة في الرئاسة عيشاتا با يحي، والنائب السابق عن كيهيدي الدكتور باب ولد بنيوك، إضافة إلى العديد من عمد بلديات الولاية والأطر والوجهاء والفاعلين السياسيين.

وقد استُقبل الوفد الوزاري والوالي والمنتخبون والسلطات الإدارية والأمنية عند مدخل المهرجان بصفين متوازيين من الخيل والإبل ، فيما زينت عدة زوارق سطح النهر في احتفال وترحيب يعكس خصوصية المنطقة.

كان الاستقبال مشهداً ذا رمزية عميقة، إذ تجسّد فيه معنى الفروسية والشجاعة والهوية، وتلاقت فيه ذاكرة الضفة بما تحمله من عراقة وروح جماعية.

في الساحة المخصصة للأنشطة، تعاقبت العروض الفنية والثقافية: رقصات المصارعين التقليديين على إيقاع الطبول أعادت إلى الأذهان رياضةً ارتبطت بالندية والقوة وروح المنافسة، فيما ملأت أصوات “النيفارة” و”الرباب” فضاء المهرجان بنغمات شجية، استحضرت عبق التاريخ .

 

أما الرقصات الفلكلورية التقليدية،  انسجمت مع الألحان الشعبية الأخرى لتُشكّل إيقاعاً مشتركاً يحتفي بالتمازج بدل الانقسام.

الأزياء كانت بدورها جزءاً من العرض؛ الوزيرة زينب منت أحمدناه اختارت الزي الفلاني التقليدي، بينما ظهر وزير الثقافة بدراعتين إحداهما بيضاء والأخرى خضراء، تقليداً يرمز إلى أصالة و بساطة البيضان . أما الوالي فقد ارتدى اللباس السوننكي التقليدي، لتكتمل الصورة في تناغم بديع يعكس وحدة المكونات .

وزاد المشهد ثراءً ارتداء بعض المشرفين قلنسوات تقليدية، وحرص المشاركون على الظهور بأثواب تعكس تراث مجموعاتهم، فبدا المهرجان وكأنه معرض حيّ للهوية.

العروض لم تقتصر على الفلكلور والفروسية، بل شملت معرضاً للصناعات التقليدية، حيث عرضت أقمشة مصبوغة بألوان زاهية تشهد لمكانة كيهيدي كعاصمة للسباغة.

كما زار الوفد معرضاً للأكلات الشعبية أقيم في المدرسة الوطنية للبحث والإرشاد الزراعي، حيث اجتمعت أطباق البيضان والفلان والسوننكي في رحلة ذوقية حملت بُعداً ثقافياً لا يقل عن العروض الفنية.

ورغم كل هذا الثراء، فإن المهرجان لم يخلُ من مفارقات؛ فالحضور الشعبي والرسمي لم يكن في مستوى التوقعات، إذ غاب بعض الوزراء والأطر والمنتخبين،  رغم وجودهم في الولاية،  و رغم الحملة التحسيسية التي قادها والي كوركول ،  وهو ما جعل المهرجان، برغم عمقه الثقافي وغنى برامجه، أقل زخماً من مهرجانات مشابهة أقيمت في ولايات أخرى.

ومع ذلك، فإن ما قدمه مهرجان الضفة في كيهيدي تجاوز حدود الأرقام والحضور؛ لقد قدّم رسالة بصرية وروحية مفادها أن كوركول بتنوعها تمثل موريتانيا في صورتها الكاملة: فسيفساء من الموروثات، وحدة في التعدد، ومزيج من التاريخ والحاضر يفتح أفقاً للمستقبل.

#البو

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى