أخبار كوركولأخبار وتقاريرمميز

المهندس أحمد زيدان… صانع مشروع آفطوط الشرقي

الشروق نت – فم لكليتة 

في لحظة مفصلية من تاريخ التنمية الوطنية، ومع تدشين المرحلة الثانية من مشروع آفطوط الشرقي، يعود إلى الواجهة اسم المهندس أحمد زيدان ولد محمد محمود، الذي ظلّ لسنوات يقف خلف هذا المشروع العملاق، بصفته مديرًا له ومهندسًا ميدانيًا لمراحله، وفنّيًا عالي الكفاءة أدار التفاصيل الدقيقة لواحد من أكثر مشاريع المياه تعقيدًا وأثرًا في البلاد.

فالمرحلة الثانية التي تم تدشينها رسميًا، والتي تهدف إلى زيادة الطاقة الإنتاجية وتوسيع دائرة الاستفادة عبر تزويد 49 قرية جديدة بالماء الصالح للشرب، ما كانت لتكتمل بهذا المستوى من الجاهزية والدقة، لولا الإشراف المباشر واليقظ الذي مارسه أحمد زيدان منذ انطلاقتها.

لكنّ القصة لا تبدأ من هنا؛ فالمرحلة الثانية هي في الحقيقة امتداد طبيعي لمسار سابق، قاد خلاله المهندس زيدان المرحلة الأولى للمشروع، التي غيّرت حياة الآلاف من سكان الريف، بعد أن ربطت 350 قرية نائية بشبكة المياه، وفتحت أفقًا جديدًا لمفهوم العدالة التنموية في المناطق المحرومة.

وما بين المرحلتين، لم يكن أحمد زيدان مجرد مسؤول إداري يتابع التقارير من مكتبه، بل كان في عمق الميدان، يقود فرق العمل، يحلّ الإشكالات التقنية، ينسق مع المقاولات، ويتابع التمويلات والآجال والخطط. ولعل أبرز ما يشهد على حجم هذا العطاء، هو إشرافه الكامل على اكتمال الأشغال في أغلب محاور المشروع على مستوى منطقة مثلث الأمل، الممتدة بين ولايات لبراكنه، كوركول، ولعصابة، وهي منطقة جغرافية بالغة الصعوبة، تعجّ بالتحديات اللوجستية والبشرية، لكنّها خرجت اليوم من دائرة العطش إلى دائرة الأمل بفضل جهود موصولة لم تتوقف.

ولا تقف تجربة أحمد زيدان عند آفطوط الشرقي، بل يواصل اليوم أداءه بنفس الوتيرة والانضباط على رأس مشروع لا يقل أهمية، هو مشروع بناء الصرف الصحي في العاصمة نواكشوط، في مهمة معقدة تُعنى ببنية تحتية طال انتظارها لعقود، وتعوّل عليها الدولة للحد من التلوث وتحسين مستوى العيش في العاصمة.

يُجمع المراقبون على أن المهندس أحمد زيدان ينتمي إلى الجيل المهني النادر الذي لا يبحث عن الأضواء، بل يجعل من الميدان مملكته، ومن التخطيط علماً، ومن الإنجاز ديدناً. وحين تُكتب سيرة المشاريع الكبرى في موريتانيا، سيكون اسمه حاضراً بجدارة، بوصفه أحد صُنّاع الأثر الحقيقي على الأرض، ممن اختاروا أن يكونوا في خدمة الشعب من تحت الأرض… عبر الماء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى