من فم لكليتة.. أول صوت يطالب بمأمورية ثالثة لغزواني

الشروق نت – فم لكليتة (أمبود )
في لحظة مشحونة بالرمزية والدلالات، ارتفعت من وسط جموع المستقبلين في بلدية فم لكليتة أولى الأصوات المطالِبة بمأمورية ثالثة للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وذلك فور وصوله المنصة الرسمية للإشراف على تدشين المرحلة الثانية من مشروع آفطوط الشرقي، أكبر مشاريع المياه في الداخل الموريتاني.
النداء، الذي جاء من أحد الحاضرين، لم يكن مجرد هتاف عابر، بل بدا وكأنه تعبير مبكر عن تيار شعبي يرى في الرئيس غزواني قائدًا لمشروع وطني لم يكتمل بعد، ومسارًا تنمويًا يحتاج إلى مزيد من الوقت لترسيخ دعائمه واستكمال مراحله. فقد صدح الرجل بصوت عالٍ يطالب بـ”مأمورية ثالثة”، مبررًا طلبه بما وصفه بـ”القطار التنموي الذي انطلق منذ 2019 ويقوده الرئيس بثبات وهدوء”.
ردة الفعل لم تتأخر، إذ قوبلت الدعوة بتصفيق حار وابتسامات مؤيدة من الجالسين حوله، في الصف الذي بدا لوهلة كأنه يعكس موقفًا جماعيًا غير معلن، لكنه حي في وجدان شريحة من المواطنين، ممن لمسوا تغيرًا في واقعهم المعيشي والخدمي في السنوات الأخيرة.
تلك اللحظة العابرة، لكنها البليغة، أضفت على الحدث الرسمي – الذي جاء لتكريس منجز تنموي استراتيجي في قطاع المياه – بُعدًا سياسيًا غير متوقع، يؤشر إلى أن النقاش حول المستقبل السياسي للرئيس غزواني قد بدأ فعليًا في الشارع، ولو على استحياء، ومن قلب المناطق التي طالما انتظرت التنمية فجاءها المشروع فأنطقها الوفاء.
جدير بالذكر أن مشروع آفطوط الشرقي، الذي دُشنت مرحلته الثانية اليوم، يمثل أحد أكبر التدخلات التنموية في تاريخ ولاية كوركول، ويستهدف عشرات القرى والتجمعات السكنية، وهو ما منح للزيارة الرئاسية وهجًا خاصًا، وجعل من فم لكليتة نقطة تقاطع بين الإنجاز التنموي والنقاش السياسي الصاعد بهدوء في كواليس الشارع الموريتاني.