أخبار دولية

مركز الإستطباب بألاك .. خطر على حياة المواطنين و خدمات صحية دون المطلوب ..

الشـــروق / على بعد 250 كلم شرق العاصمة الموريتانية انواكشوط وعلى “طريق الأمل” أطول طريق معبدة في موريتانيا يقع مركز الاستطباب الجهوي بألاك كأكبر منشأة صحية بولاية لبراكنة  التي تعتبر ملتقى طرق بين مختلف الولايات الشرقية والجنوبية وكذا بعض الولايات  الشمالية في البلاد، وهو ما دفع بالسلطات الصحية في موريتانيا إلى تكثيف جهودها بهدف الرفع من أداء المنشأة لتكون قادرة على استيعاب الإقبال المتزايد عليها من مختلف المناطق فضلا عن مرتاديها من ضحايا حوادث السير التي تحصد سنويا أرواح عشرات الموريتانيين.

وقد كان لمركز الاستطباب بألاك نصيب ملحوظ من الأطباء الأجانب الذين استعانت بهم الوزارة الوصية على قطاع الصحة لسد النقص الحاصل في الكادر البشري الصحي، مع منحهم علاوات وامتيازات خاصة دون نظرائهم الموريتانيين، في أكبر فضيحة يعيشها القطاع الصحي في البلد .

ونظرا لرداءة الخدمات الصحية في هذه المنشأة تزايد الإقبال على العيادات الخاصة داخل المدينة واللجوء  في بعض الأحيان إلى مركز الشيح حمد الطبي بمدنية بوتلميت  على بعد 110 كلم .

وتقول ميمونة منت سيدي محمد وهي إحدى سكان مقاطعة مقطع لحجار بولاية لبراكنة إنها أصيبت بكسور في الأطراف خلال حادث سير تعرضت له قبل ثلاث سنوات على طريق الأمل وقد خضعت للعلاج بمركز استطباب ألاك غير أنها لم تشفى تماما بفعل بعض الأورام التي تسبب لها آلاما حادة أحيانا وهو ما دفعها إلى عرض نفسها على جراح بمستشفى الشيخ حمد في مدينة بوتلميت ليتبين أن بعض الكسور تم جبرها بشكل غير سليم.

أما يسلم ولد جدو وهو أحد سكان ضواحي مقاطعة ألاك فيقول إنه اعتاد الاستشفاء في المركز حين كان مستشفى جهويا قبل أن يتم تحويله إلى مركز استطباب مضيفا أن التسمية وحدها تغيرت غير أن التحسن الذي طرأ على الخدمات يظل محدودا مقارنة مع نظرائه في بعض الولايات  الأخرى بحيث يقتصر على العلاجات الأولية في حين يظل إجراء العمليات الجراحية مخاطرة غير مضمونة النتائج، معتبرا أن الحريق الذي شب في غرفة العمليات أثناء إجراء عملية قيصرية بها قبل فترة يعد مثالا حيا  حسب قوله.

وتقول أرقام ومعطيات غير رسمية إن النصف الأول من العام الماضي شهد وحده وفاة قرابة العشرين شخصا ممن أجريت لهم عمليات جراحية داخل المركز من طرف جراح أجنبي في ظل تعتيم رسمي، غير أن وفاة مقربة اجتماعيا من مسؤول سام في موريتانيا بعد إخضاعها لعملية جراحية داخل المركز كانت بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس وتسببت في خروج الأزمة للعلن فتم إبعاد مديره والطبيب الجراح.

كما أظهرت صور مسربة من داخل غرفة العمليات مشاهد مرعبة بفعل الدماء المسكوبة على الأسرة وعلى بعض الملابس الخاصة بالغرفة، كما تظهر آلات الجراحة متبعثرة وغير مرتبة داخل الغرفة التي تغطي الدماء البشرية مساحات واسعة منها.

وفي اجتماع عقده والي الولاية عبد الرحمن ولد خطري مطلع أكتوبر الماضي مع إدارة المركز وبعض العاملين فيه وجه احد الأطباء العاملين بالمركز انتقادات لاذعة للأطباء الأجانب، معتبرا أن من خضعوا لعمليات جراحية داخل المركز توفي أغلبهم وأن عملية التعاقد معهم في الأصل تمت في ظروف غامضة دون علم سلك الأطباء في البلاد ودون التحقق من الشهادات التي يحملونها، مع منحهم امتيازات معتبرة أضرت كثيرا بالطاقم الوطني حسب قوله.

وقدم الطبيب المذكور معطيات صادمة عن قسم الجراحة بالمركز مؤكدا أنه يعيش وضعا مأساويا وأن حياة مرتاديه باتت عرضة للخطر في ظل الوضع القائم، وهو ما وعد ولد خطري بالعمل على التأكد منه ووضع حد لأي تساهل أو تسيب تتم ملاحظته.

غير أن الأزمة تصاعدت لاحقا مع ظهور حالات من الحمى النزيفية الوبائية في البلاد وكان أغلب ضحاياها من رواد المركز وهو ما وضع مصداقيته على المحك وأعاد الجدل بشأن تردي خدماته إلى الواجهة من جديد رغم التعتيم المفروض على عدد الحالات ونوعيتها وكذا المناطق القادمة .

هذا ويعتبر الوضع في مركز استطباب ألاك أكثر من مأساوي بفعل التسيب والإهمال وعدم المراقبة والتعتيم ، مما يستدعي تدخلا عاجلا من السلطات الصحية في البلد لوضع حد لهذا الإهمال ، خاصة ما يتعلق منه التعاقد مع أطباء أجانب يرى المراقبون أنهم مسؤولون عن أسباب وفيات عديدة ……

يتواصل

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى