لـ “الرفاق”اليساريين..بقلم / الشيخ ولد المامي
لست كغيري من من تفاعلو تلقائيا وبدون تمحيص مع مخلفات مقال ولد امخيطير المثير للجدل (الدين و التدين و “لمعلمين”) وما تبعه من تداعيات وذلك انطلاقا من مبدأ ان الحكم على الشئ فرع عن تصوره واجتنابا للغوغائية والاندفاع خلف الشعاراتية العمياء.
لكن وبعد الاطلاع على المقال “المسيئ” وتدقيق النظر في ابعاده الجلية والتي لا تحتاج في مدلولاتها الى تعميق افكار فانني استخلص ان المقال قد اعد له وصيغ بمنهجية اكاديمية ان لم اقل “تعليمية” غير محلية حتى ولو ذيل بإمضاء محلي وطبعا قد يقصد منها اهداف لم تعد تخفى على من يعايشون التداعيات الراهنة وما تبع نشر المقال من شد وجذب على الضفتين على حد سواء.
فحينما نطالع ترجمة “المسيئ” في الموسوعة العالمية (ويكيبيديا) سنجد شرحها لمدلول المقال واضحاحيث ورد في الموسوعة:
((كتب مقالا يتمحور حول قضية لمعلمين. و قام بتشبيه العلاقة بين المعلمين و البيظان بالعلاقة بين النبي محمد صلى الله عليه وسلم و قبيلة بني قريظة. و تجلت بوضوح في مقاله عدة إساءات للنبي. حيث اظهر المقال النبي بأنه شخص غير عادل و انه قد ظلم بني قريظة و أن ذلك الظلم هو ما مارسه البيظان على لمعلمين لأن هذا الشبل البيظاني من ذاك الاسد القرشي حسب قوله. و كذلك تجلى بوضوح و لعدة مرات امتناعه عن الصلاة على النبي بعد ذكر اسمه كما يفعل المسلمون.))
وتضيف الموسوعوعة في حديثها عن مسار القضية:
((لكن الحكم لم ينفذ نظرا لتدخل سريع و مكثف و غير مسبوق لعدة دبلوماسيين غربيين في نواكشوط.))
وفي معرض حديثها عن المكانة التي اكتسبها الكاتب من المقال سطرت الموسوعة:
((اصبح يلقب بالكاتب و المناضل الحقوقي في الغرب بينما لقب بالملحد و المسيئ للنبي في بلده موريتانيا.)).
من خلال المقاطع الثلاثة يتبين لنا جليا اين صيغ المقال ومن الجهة التي تقف خلفه وتعتبر نفسها مسؤلة عن صاحب الإمضاء الذي ذيل به حتى ولو لم يحاكم على ارضها ثم ان اللجوء الذي منح لأسرته – في ظروف تطرح الكثير من التسائلات – ليعد اكبر دليل على صدقية الاستنتاج.
ومن ناحية اخرى فإذا علمنا ان عدم العدالة خلق مدنس كما ان المقدس هو ببساطة كل ما بينه وبين المدنس أو الدنيوي عدم تجانس مطلق.
وإذ علمنا ايضا انه لا يجوز أن يلمس المدنس المقدس، لأن ذلك كفيل بتدمير المدنس. كذلك لا يمكن أن يختلط الاثنين من دون أن يؤثر ذلك على طبيعتيهما، حيث أن هذا الاختلاط كفيل بنزع الأهمية عن المقدس ،فننا نستنتج ان الشيء الوحيد الذي يجمع بين المدنس و المقدس هي حالة عدم التجانس المطلق.
ومن خلال ذلك تتضح الاهداف المخفية خلف المقال وهي نزع القداسة عن مقدسات الحضارات المغايرة وهو امر طبيعي في صراع الحضارات واسلوب معتمد من قبل تلك الدول ، لكن وبعد فشل الهجمة الخارجية جاءت المحاولة هذه المرة من الداخل لان الهجمة حين تكون من الدخل يبقى اثرها اكثر وقعا.
وهنا ابدأ التساؤلات رفاقي الكرام :
لماذا لم تتعامل تلك الدول بنفس العقلية المرنة مع من انكر “الهولوكوست” ؟؟؟؟
ولماذا نشكك دائما في اهداف الدول الغربية وحينما يتعلق الامر بالدين الاسلامي نتطابق الرأى معهم ؟؟؟
ثم لماذا نتمسك بالاسلام اذا لم نكن مقتنعين تماما به ؟؟؟؟ اليس ذلك انحسار في المبادئ ؟؟
ثم اليس لحرية التفكير نفس المدلول في كلا الاتجاهين ؟؟؟
ولماذا نسمح للدول الامبريالية ان تمتطي ظهورنا لتدمير ما نحول ان نصحح اخطائه ؟؟؟
رفاقي : يوجد هناك خيط رفيع بين الحرية الفكرية والانحلال الفكري علينا ان نراعي في خطواتنا كي لا ينقطع.