مونكل تتوحد لاستقبال الرئيس غزواني: حشد غير مسبوق باتجاه فم لكليتة احتفاءً بالزيارة الرئاسية..

الشروق نت – كيهيدي
في مشهد نادر، توحّدت مقاطعة مونكل بمختلف فاعليها السياسيين والإداريين والاجتماعيين، على قلب رجل واحد، استعدادًا لاستقبال رئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي يشرف غدًا على تدشين المرحلة الأخيرة من مشروع آفطوط الشرقي من بلدية فم لكليتة بمقاطعة أمبود.
هذا التوحد اللافت، الذي جاء بعد استحقاقات انتخابية حادة، يُقرأ على نطاق واسع بوصفه تطورًا نوعيًا في الوعي الجمعي بالمقاطعة، وعودة رشيدة لخطاب المصلحة العامة، بعد سنوات من التباين والتجاذب.
وقد احتضنت قاعة للحفلات وسط مدينة كيهيدي اجتماعًا حاشدًا، هو الأول من نوعه في الولاية، جمع نواب مونكل حبيب ولد أجاه وسيدي ولد غابر، وعمدة بلديتها المركزية باب أحمد ولد أعل ولد إبراهيم، عمدة بلدية ميت عالي ولد أمبارك ، عمدة بلدية آزكيلم جبريل ولد مسعود ، عمدة بلدية بكل الحسين ولد أنيلل، عمدة بلدية ملزم تيشط عثمان ولد الشيخ ، وحضور وازن من أطر المقاطعة، من أبرزهم المدير العام للوكالة الموريتانية للأنباء جا ملل، رجل الأعمال سيدي محمد ولد ابراهيم، و المستشار بوزارة الزراعة سيدي محمد والمدير الإداري والمالي بوزارة المعادن محمد سعيد ولد أجاه، ولد أمخيطير، المدير سيدي محمد ولد زنفور ، فضلًا عن عدد من الوجهاء والفاعلين السياسيين.
الاجتماع الذي خُصص لوضع اللمسات الأخيرة لاستقبال الرئيس، خلُص إلى تنظيم مسيرة جماعية تنطلق من مدينة كيهيدي باتجاه فم لكليتة، تجسيدًا لروح الاحتفاء وتثمينًا لما تحقق في عهد الرئيس من منجزات، عدّها الحاضرون نقلة نوعية في مسار ولاية كوركول التنموي.
وتأتي هذه التعبئة الواسعة في وقت تحوّلت فيه بلدية فم لكليتة إلى بؤرة اهتمام وطني، باعتبارها المحطة التي ستشهد تتويج أحد أضخم مشاريع المياه في تاريخ البلاد، وهو مشروع آفطوط الشرقي، الذي طال انتظاره، ويمثل بارقة أمل لعشرات القرى والتجمعات السكنية التي ظلت لعقود تترقب جرعة ماء تحفظ الكرامة وتؤسس لحياة مستقرة.
لقد أدركت نخب مونكل، من نواب وعمد وأطر ووجهاء، أن لحظة الزيارة الرئاسية ليست مجرد بروتوكول عابر، بل فرصة نادرة لإظهار الامتنان السياسي، وترسيخ الثقة بين القاعدة والقيادة، وإرسال رسالة واضحة مفادها أن المقاطعة، التي كانت بالأمس ساحة تنافس انتخابي، باتت اليوم عنوان انسجام وتكامل، حين يكون الوطن هو البوصلة، وحين تتجلى الدولة في صورة مشروع يلامس حاجات الناس وكرامتهم.
هذا الإجماع الذي نُسج بصمت وتؤدة، لا يُقرأ فقط من زاوية الحشد الجماهيري المنتظر، ولا من زخم الأسماء التي حضرت الاجتماع، بل من روح الانضباط الجماعي التي ميزت الدعوة، والتنظيم، والتنسيق، والحرص على أن يكون استقبال رئيس الجمهورية لائقًا بحجم التحول الذي قاده منذ 2019، والذي تلمّسته ولاية كوركول في البنية التحتية، والخدمات، وبرامج الحماية الاجتماعية، وولوج الماء والكهرباء والتعليم.
وفي ظل هذه الأجواء، تُنتظر زيارة الغد بوصفها لحظة رمزية كبرى، تلتحم فيها الدولة بمواطنيها، وتتكلم فيها الأرض بلسان عطشٍ رُوي، وطريقٍ فُتح، ومؤسسةٍ شُيدت، وساكنةٍ وجدت أخيرًا من يصغي لحاجتها الصامتة، ويترجمها إلى فعل تنموي.
هكذا تتوحد مونكل، لا على شعار انتخابي ولا على مصلحة فئوية، بل على حدث سيادي وطني، يتجاوز المقاطعة ليطال الوطن كلّه، ويمضي في رسم ملامح موريتانيا الجديدة، موريتانيا الإنجاز، والوفاء، والتغيير الهادئ والعميق.