فم لكليتة تستقبل الرئيس بحفاوة تليق بالإنجاز… وصُنّاع نجاح الزيارة يرسمون مشهد الوفاء والتعبئة..

الشروق نت – فم لكليتة (مقاطعة أمبود)
في مشهد شعبي لافت، استقبلت بلدية فم لكليتة، التابعة لمقاطعة أمبود بولاية كوركول، رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي أشرف صباح اليوم على تدشين المرحلة الثانية من مشروع آفطوط الشرقي، أحد أضخم المشاريع الوطنية لتوسيع شبكة المياه في البلاد.
ولم يكن هذا المشهد التعبوي والتنظيمي الكبير وليد الصدفة، بل جاء نتيجة حراك ميداني واسع وتنسيق دقيق، تولته أطراف محلية مؤمنة بجدوى اللحظة وأهميتها في مسار التنمية المتجددة.
فمنذ الإعلان عن الزيارة، أطلق العمدة هاشم ولد عبد الله ولد أعلي حملة تحسيسية شاملة، طافت عدة قرى في البلدية ، مركّزة على ضرورة تعبئة الحضور وتثمين المكاسب ، وقد تميزت هذه الحملة بالتنظيم والانضباط، في وقت كانت فيه أعين المنظمين مركّزة على النجاح، لا أقل.
وبحسب مصادر الشروق نت، فإن النائب البرلماني عن حزب الإنصاف، السيد جعفر ولد ماء العينين، كان على تواصل مباشر ويومي مع العمدة، مقدمًا كل الدعم اللوجستي والمعنوي، ومشرفًا عن بُعد على وضع أهم اللمسات التي ساهمت في اكتمال مشهد النجاح، رغم وجوده خارج البلاد في مهمة رسمية ، ولم يكتف النائب بالتوجيه، بل ظل متابعًا لحظة بلحظة لكل تفاصيل التحضير، تأكيدًا على حرصه على إنجاح الزيارة .
وفي الإطار ذاته، لعبت وزيرة البيئة والتنمية المستدامة، السيدة عيشاتا با يحي، دورًا عمليًا ، حيث وفّرت سيارات لنقل السكان من القرى و والتجمعات القريبة من مكان الحدث .
كما ساهمت شركة “صونادير” بتقديم دعم لوجستي لإنجاح الزيارة ، و عبئت المزارعين لإستقبال الرئيس، في حين سُجل غيابٌ ملحوظ لشركة “سكر موريتانيا” التي لم يُعرف لها أي دور في دعم هذه الزيارة، رغم كونها من أكبر المؤسسات في المقاطعة، وهو ما أثار استغراب العديد من المتابعين والمواطنين على حد سواء.
المفتش بوزارة الإسكان، السيد محمد كوني، أجرى اتصالًا بالعمدة هاشم، عبّر فيه عن استعداده التام لدعم أي خطوة تسهم في إنجاح الزيارة، مؤكداً أن هذه المناسبة تتجاوز الانتماءات الفردية لتصبح مناسبة خاصة بالمقاطعة بامتياز.
و في المقابل، ورغم انتماء عدد من الأطر والمنتخبين في المقاطعة لحزب الإنصاف، إلا أن مساهماتهم اقتصرت على وعود غير منفذة، واقتصر دورهم في النهاية على الحضور اللحظي، دقائق قبل بدء حفل التدشين، دون تسجيل أي نشاط ميداني يُذكر في مراحل الإعداد أو التعبئة، وفقًا لما أكده شهود ميدانيون للشروق نت.
أما على الضفة الأخرى من مشهد الإستقبال ، فقد كان حضور النائب عن حزب الكرامة، السيد الحسن ولد باها، أكثر حيويةً ووضوحًا ، حيث قاد مسيرة ميدانية بالسيارات، انطلقت من مدينة أمبود نحو موقع التدشين ، ضمت عمد حزب الكرامة الأربعة ومستشاريه وفاعليه السياسيين من مختلف الأطياف ، وقد شكلت اللافتات التي حملها أنصاره زبدة الاستقبال، لما احتوته من عبارات ترحيب حارة، وتثمين صادق للإنجازات الرئاسية، خاصة تخصيص المقاطعة بأكبر حصة من ميزانية برنامج الأولويات الاستعجالية، الموجّهة للمشاريع التنموية في الداخل، في بادرة وصفت بأنها امتنان شعبي نادر باسم الساكنة.
وقد كانت كلمة العمدة الترحيبية لافتة في مضمونها، حيث شكلت تحية حارة للرئيس الضيف، لكنها لم تخلُ من وضوح الرؤية، إذ وضعت أصبعًا مباشرا على أبرز حاجات سكان بلدية فم لكليتة، والمقاطعة عمومًا، من خلال جملة مطالب أساسية تصدّرها مطلب استصلاح مشروع فم لكليتة الزراعي، وتوسعة شبكة المياه انطلاقًا من بحيرة آفطوط لتغطي خمس بلديات من المقاطعة لا تزال تعاني من العطش. كما طالب العمدة، باسم الساكنة، بضرورة إشراك أبناء مقاطعة أمبود في المناصب القيادية والإدارية العليا، مؤكدًا أنهم يمتلكون من الكفاءة والخبرة ما يجعلهم أهلاً للمساهمة الفعالة في خدمة الدولة.
وفي ذات الكلمة، أشاد العمدة بما تحقق من إنجازات كبرى خلال عهد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، منذ توليه الحكم سنة 2019، مؤكدا أن مقاطعة أمبود شهدت تحولا ملموسًا على صعيد البنية التحتية، والتعليم، والماء، والتنمية الزراعية، في ظل السياسات التنموية الطموحة المعتمدة من قبل الحكومة.
وهكذا، لم تكن فم لكليتة مجرد نقطة عبور في أجندة رئاسية، بل تحوّلت إلى محطة دلالة ومعنى، فيها تمازجت الوطنية بالانتماء، وتجسدت معاني العمل الجماعي، ليكتب الميدان من جديد قصة نجاح أخرى، أبطالها صُنّاع حقيقيون آمنوا أن الإنجاز لا يُصنع بالكلام بل بالفعل والميدان، وأن المواطن حين يُمنح مكانته، يتحول إلى شريك في بناء دولة عادلة ومنصفة، ترقى بالكل ولا تستثني أحدًا.