عمدة شكار أمام وزير الداخلية : الديمقراطية غير المنضبطة غذّت العنصرية وآليات تصفية الذهب تهدد السكان والأمن البيئي

الشروق نت (كيهيدي) – في مداخلة لافتة حملت بعداً اجتماعياً وبيئياً وأمنياً، أثار عمدة بلدية شكار، المختار ولد أعمر، جملة من القضايا الحساسة خلال حديثه أمام وزير الداخلية، واضعاً الأصبع على جراح يراها تهدد النسيج الاجتماعي وسلامة المواطنين في منطقته.
وقال العمدة إن مظاهر العنصرية والشرائحية التي يشهدها المجتمع الموريتاني اليوم لم تكن بهذا الحضور قبل دخول البلاد مرحلة الديمقراطية، معتبراً أن سوء توظيف الحرية وغياب الضوابط الرادعة ساهما في تعميق هذه الظواهر. وأضاف أن المجتمع الموريتاني، قبل مرحلة التحول الديمقراطي، كان أكثر تماسكاً، حيث كان أبناؤه يدرسون في مدرسة واحدة، ويصلّون في مسجد واحد، ويمارسون أنشطتهم في فضاء واحد، بعيداً عن التصنيفات الضيقة والانقسامات الهوياتية.
وأكد ولد أعمر أن ما يحدث اليوم لا يمكن فصله عن “مساوئ ديمقراطية أسيء استخدامها”، على حد تعبيره، مشدداً على أن الحرية حين تُغالى في ممارستها دون رقيب قانوني أو وازع أخلاقي، تتحول من مكسب إلى عبء يهدد وحدة المجتمع وتماسكه.
وفي محور آخر من مداخلته، دقّ عمدة شكار ناقوس الخطر بشأن آليات تصفية الذهب الموجودة قرب البلدية، مطالباً بترحيلها بشكل عاجل، ومعتبراً أنها باتت تشكل خطراً حقيقياً على صحة السكان وسلامة مواشيهم، بسبب ما يُستخدم فيها من مواد كيميائية سامة ذات آثار بيئية وصحية بالغة الخطورة.
وأضاف أن محيط هذه الآليات تحوّل إلى بؤرة لتجمع الأجانب المقيمين بطريقة غير شرعية، حيث يتم جلبهم من طرف أصحاب آليات التصفية، وبناء أعرشة لهم بالقرب من مواقع العمل بطرق غير قانونية، وهو ما يطرح، بحسب العمدة، تحديات أمنية واجتماعية إضافية تتطلب تدخلاً حازماً من السلطات المختصة.
وختم العمدة مداخلته بالدعوة إلى اتخاذ إجراءات صارمة توازن بين متطلبات التنمية والحفاظ على الأمن والصحة العامة، مؤكداً أن حماية الإنسان والبيئة يجب أن تظل في صدارة أولويات العمل الحكومي، خاصة في المناطق الريفية والهشة.



