كندرة على موعد مع التاريخ: تنصيب الأمير الدان ولد أحمد ولد عثمان شيخًا تقليديًا لمجموعة أشراتيت

الشروق نت- لعصابة
تتجه الأنظار غدا إلى مدينة كندرة، الحاضرة التاريخية لمجموعة أشراتيت، حيث يشهد الناس حدثًا بالغ الأهمية، يتمثل في تنصيب الأمير الدان ولد أحمد ولد عثمان شيخًا تقليديًا للمجموعة، في لحظة فارقة تستعيد فيها القبيلة روحها الجامعة وتلتحم تحت راية موحدة.
الدان، بما يحمله من رصيد الحكمة وسداد الرأي ورجاحة العقل، يدخل ساحة الزعامة محمولًا على ثقة أبناء عمومته، وقد خبرته التجارب رجلَ حوار وتبصر، صبورًا على الملمات، حريصًا على المصالح العليا لجماعته، متجردًا من الأنانية، مقدِّمًا روح الجماعة على نوازع الفرد. ومن ثمّ، لم يكن اختياره وليد صدفة، بل جاء تتويجًا لإجماع واسع بين مختلف الفروع والبطون التي تنتشر في ولايات لعصابة وكوركول وكيدي ماغه.
وسيكون الحدث غدًا مناسبة جامعة، تلتئم فيها الصفوف وتتلاقى فيها الأجيال، حيث تحج الوفود من شتى الولايات، في لوحة تجسد التماسك الاجتماعي والانسجام الداخلي، وترسم صورة مشرقة لقوة الانتماء وعمق الروابط الممتدة عبر القرون.
غير أن للحدث بعدًا آخر يتجاوز حدود المجموعة، إذ يُنتظر أن يشكل دفعًا سياسيًا معتبرًا لنظام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، فالأمير الدان يعدّ من أبرز الداعمين لمسار الإصلاح الذي يقوده الرئيس، كما أنه يُحسب على أهم مرجعيات الحزب الحاكم في هذه المنطقة الحيوية من البلاد. وبذلك فإن الاتفاق على شخصه إنما هو، في جانب منه، تجديد للعهد مع النظام، وتعزيز للثقة في خياراته الوطنية الكبرى.
تنصيب الأمير الدان ولد أحمد ولد عثمان، إذن، ليس مجرد مناسبة اجتماعية عابرة، بل هو محطة مفصلية تحمل في طياتها رسائل متعددة: رسالة وحدة داخلية، ورسالة دعم سياسي، ورسالة أمل في مستقبل أكثر تماسكًا وقوة لمجموعة أشراتيت ضمن النسيج الوطني العام.
وهكذا تستعد كندرة لأن تكتب غدًا صفحة جديدة من تاريخها، عنوانها الالتفاف حول زعامة رشيدة، وغايتها خدمة المجموعة، ووجهتها الأسمى خدمة الوطن.