أخبار وتقاريرمميز

بمناسبة تدشين الماء اليوم في كيفة: أحمد زيدان.. مهندس البدايات وصانع الثقة قبل لحظة الإنجاز

الشروق نت / ليست المشاريع الكبرى وليدة لحظة تدشين، ولا تُختزل في مشهدٍ احتفالي عابر، بل هي مساراتٌ طويلة تُبنى في الصمت، وتنهض على أكتاف كفاءاتٍ وطنيةٍ آمنت بأن خدمة الوطن تبدأ قبل الإعلان عن الإنجاز، وتستمر بعد اكتماله.

وفي مشروع تزويد مدينة كيفة بالمياه الصالحة للشرب إنطلاقا من نهر السنغال في قوراي بولاية كيديماغة الذي سيدشِّنه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني اليوم —يتقدّم إلى الواجهة، من عمق الظل، دور كفاءة وطنية رافقت المشروع في مراحله التأسيسية الأولى من الدراسات الأولية حتي إكتمال التمويل سنة 2022  من طرف ستة ممولين بمبلغ إجمالي 317000 مليون دولار أمريكي .. إنه المهندس أحمد زيدان ولد محمد محمود.

فهذا الرجل، الذي كان المدير السابق لإدارة الهيدرولوجيا والسدود المسؤولة عن تعبئة المياه السطحية من خلال المشاريع الهيكلية كمشروع آفطوط الشرقي، لم يكن شاهداً على النهاية، بل كان صانعاً للبدايات؛ واكب المشروع منذ أن كان فكرةً تتطلب الجرأة على التخطيط، والقدرة على الإقناع، والصلابة في الدفاع عن جدوائيته المالية و الفنية والإنمائية.

في تلك المرحلة المفصلية، وضع اللبنات الأولى لهذا الصرح المائي، بعقلٍ هندسيٍ رصين، وبحسٍّ وطنيٍ يدرك أن الماء ليس مجرد خدمة، بل ركيزة استقرار وكرامة وتنمية.

بدأ ذلك من توقيع خطاب التفاهم بخصوص المعونة التي منحها الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي للحكومة الموريتانية في 2018 والموقعة من رئيس الصندوق العربي ووزير الإقتصاد والمالية أنذاك، الوزير الأول حاليا، السيد المخطار ولد أجاي.

وقد أشترط في هذا الخطاب أن تكون الجهة المستفيدة هي الإدارة التي كان يديرها في تلك الفترة السيد أحمد زيدان وهي إدارة الهيدرولوجيا والسدود التابعة لوزارة المياه والصرف وتكون كذلك المسؤولة عن تنفيذها.

ولم تأتِ ثقة الشركاء والممولين التي حازها اعتباطاً، بل تأسست على استقامةٍ لا تعرف الالتفاف، ونزاهةٍ جعلت من اسمه ضمانة.

حتى إن هذه الثقة تحوّلت، في بعض المراحل الحساسة، إلى شرطٍ صريحٍ للنظر في بعض التمويلات، إدراكاً منهم أن وجود أحمد زيدان على رأس التسيير يختصر المخاطر، ويؤمّن حسن التنفيذ، ويحفظ الأهداف المرسومة.

وهذا المسار ليس استثناءً، بل امتدادٌ لتجربةٍ أثبتت جدواها؛ فكما رافق مشروع آفطوط الشرقي منذ تشكّل فكرته حتى تجسيده، يواصل اليوم—بصفته المدير العام للمكتب الوطني للصرف الصحي تشييد الأسس الفنية لمنظومة صرف صحي متكاملة، بدأت معالمها تتضح فعلياً، لا سيما في نواكشوط، على أفق خدماتٍ أكثر نجاعة واستدامة.

إن الإشادة بدور السيد أحمد زيدان ليست مجاملة ظرفية، بل تثمينٌ لكفاءة وطنية صنعت الثقة، وخلقت الاستثمارات الكبرى التي تنفع الناس وتمكث في الأرض، وأسهمت في تحويل الرؤية إلى واقع، والعمل الصامت إلى أثرٍ دائم… أثرٍ سيبقى شاهداً على أن الأوطان تُبنى برجالٍ يعملون قبل أن يُصفَّق لهم.

#البو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى