اختتام الحملة الدعائية لرئاسيات السنغال و توقعات بفوز ماكي صال بولاية جديدة.. ( تقرير )
الشروق/يتوجه أزيد من 6 ملايين ناخب في السنغال يوم الاحد القادم, الى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس للبلاد من ضمن خمس مترشحين بينهم الرئيس الحالي, ماكي سال, فيما تختتم اليوم الجمعة الحملة الدعائية الت استمرت على مدى ثلاثة أسابيع, وسعا خلالها المترشحين الى العمل على استقطاب أكبر عدد من الناخبين.
ويتنافس في هذه الانتخابات, خمسة مترشحين من بينهم مرشح تحالف (بينو بوك ياكار), الرئيس المنتهية ولايته ماكي سال, الذي يرى المراقبون أن حظوظه في الفوز “كبيرة”, الى جانب الوزير الأول الاسبق إدريسا سيك (تحالف إيدي 2019) الذي يفرض نفسه ك “منافس شرس” للرئيس الحالي.
كما سيتنافس في الانتخابات, النائب المعارض عثمان سونكو من (تحالف بوزيتيف)، ومساعد الرئيس السابق عبد الله واد ماديكي نيانغ, والحاج عيسى سال من حزب “الوحدة والتجمع”.
وخلال الحملة الدعائية تعهد ماكي سال بمواصلة الورشات التي أطلقها في جميع المجالات خلال الولاية المنتهية. حيث كان مخطط (السنغال الصاعد) الذي تم إطلاقه سنة 2014, الورشة الاضخم للبنيات التحتية من أجل تحفيز التنمية الاقتصادية, أهم ما ميز الولاية الأولى لماكي سال. كما أن الشطر الثاني من هذا المخطط (2019-2023) الذي تم إطلاقه في نهاية سنة 2018 , وعبأ التزامات بقيمة 14 مليار دولار يعزز خيار الناخبين لاستمرارية حكمه.
وللتأكيد على رغبته في المضي إلى الأمام في مجل التنمية , تعهد ماكي سال – الذي ينتمى الى تحالف يضم أزيد من مائة حزب سياسي من مختلف التوجهات- خلال لقاء انتخابي بالعاصمة دكار, بالعمل على خلق مليون فرصة عمل في حالة ما إذا أعيد انتخابه رئيسا للبلاد.
من جهته يفرض المرشح أدريسا سيك (59 عاما) , نفسه كمنافس “شرس” و يوصف بكونه “المتحدي الأكثر خطورة” لماكي سال اذ يسعى إلى الفوز بالرئاسيات بأي ثمن في محاولته الثالثة بعدما فشل في محاولين سابقتين (2007 و2012).
وتمكن سيك مرشح حزب رومي (المعارض), من نيل دعم العمدة السابق لدكار, خليفة سال، الذي يقضي حاليا عقوبة سجنية بتهمة اختلاس أموال عمومية, وتم استبعاده من سباق الرئاسة. وأعلن سال من سجنه دعمه للمرشح إدريس سيك الذي يجمع حوله عددا من وجوه المعارضة وبات يبرز شيئا فشيئا كمنافس رئيسي لماكي سال.
ويعتبر المراقبون الدعم هو بمثابة “امتياز حقيقي” لإدريسا سيك علما أن تحالف خليفة سال (تاخاو سنغال) يتوفر على قاعدة انتخابية مهمة ولاسيما بالعاصمة دكار.
و سيغيب عن المشاركة في هذا الاستحقاق اثنين من قادة المعارضة بعدما رفضت المحكمة الدستورية في السنغال في أواخر يناير لماضي قبول ملفاتهم حيث منعت المحكمة عمدة داكار السابق خليفة سال, والوزير السابق كريم واد, من الترشح بسبب إدانتهما ب”سوء استخدام الأموال العامة والفساد”. كما رفضت المحكمة طعونا قدمها المرشحان المستبعدان.
وأدين خليفة سال (63 عاما) بالسجن 4 سنوات في مارس 2018 في قضية اتهم فيها ب”سوء استخدام الأموال العامة” الا أنه يقول إن وراء هذا الحكم” دوافع سياسية”.
أما كريم واد (50 عاما), ابن الرئيس السابق عبد الله واد, فقد كان ينظر إليه على أنه خليفة والده. وكان قد شغل منصب وزير الدولة للتعاون الدولي بين عامي 2009 و2012. وفي العام 2015, بعد أن رشحه حزب والده (الحزب الديمقراطي السنغالي) للانتخابات الرئاسية, حكم عليه بالسجن 6 سنوات لإدانته “بالاثراء غير القانوني” بعدما كدس ثروة بلغت أكثر من 204 ملايين دولار. وأصدر الرئيس سال عفوا عن واد في العام 2016 لكنه فرض عليه غرامة باهظة.
الحكومة السنغالية تتعهد برئاسيات ناجحة
وعشية انطلاق الاستحقاق الرئاسي, أكد وزير الداخلية السنغالي علي انغوي انجاي, في لقاء جمعه مع المراقبين والمبعوثين لمراقبة سيرورة الانتخابات الرئاسية في بلاده الأحد المقبل , انتهاء الحكومة السنغالية من جميع الاجراءات اللازمة لإنجاح الانتخابات في جميع أرجاء البلاد.
وأشار الوزير انجاي إلى أنّ جميع آليات ووسائل الانتخابات وصلت في الأسبوع الجاري إلى أيدي المسؤولين عنها في جميع مراكز الاقتراع مضيفا أنه أنّه يطمئن جميع المراقبين والمواطنين إلى أنّه “سيتم تبني جميع الامكانيات والاجراءات لضمان نجاح فعاليات الاقتراع في جميع أنحاء البلاد من البداية إلى النهاية”.
واستبعد حصول تزوير مؤكدا للمراقبين أنه ” من المستحيل سرقة الانتخابات الرئاسية أو تزوير نتائجها, فالنظام الانتخابي في السنغال لا يسمح بذلك بطريقة أو بأخرى, وإنّ اللذين يقولون بوجود مكاتب اقتراع وهمية كلاهم لا أساس له من الصحة , فالخريطة الانتخابية واضحة ويمكن للجميع الاطلاع عليها” كما قال.
و يأتي ذلك بعدما شهدت فترة الحملة الانتخابية دعوات للمقاطعة أطلقها الرئيس الاسبق عبد الله واد , أمام رفض المحكمة الدستورية ترشيح ابنه كريم واد و هو ما اعتبره “طريقة ظالمة أقصي منها ابنه من مسار ديمقراطي ناضل دائما من أجله ” كما قال.
و دعا عبد الله واد إلى عند عودته إلى داكار بعد سنتين من الغياب, وأمام حشد من اتباعه “ماكي سال أحرز نتائجه, 55 أو 65 بالمئة. وبما أنكم تعرفون ذلك لا تجعلوا أنفسكم مسخرة بالمشاركة في هذا الاقتراع”.
وأثارت تصريحات واد الجدل ومخاوف على حسن سير الانتخابات. فقد وصل واد إلى درجة حث السنغاليين على إحراق بطاقات الاقتراع والقوائم الانتخابية. فقال “نقرر مهاجمة مكاتب التصويت حتى لا تجرى الانتخابات. يكفي أن تتناول شيئا من البنزين لإحراق قائمة الناخبين. وهي ليست جنحة. إنها بطاقات زور تساهم في نظام غش. من واجب المواطنين إتلافها”.
يشار إلى أن رئاسيات 2019 تعد الانتخابات الحادية عشر من نوعها في تاريخ السنغال. وتعاقب على منصب الرئيس منذ استقلال البلاد أربع شخصيات هم ليوبود سيدار سنغور (1960-1980), وعبدو ضيوف (1981-2000), وعبد الله واد (2000-2012), و ماكي سال الذي بدأ ولايته الحالية سنة 2012.
تقدمي + الشروق