أخبار وتقاريركتاب ومقالاتمميز

عبد القادر ولد أحمد عبد.. ديناميكية قيادية تصنع الفرق في كواليس الرياضة الموريتانية..

الشروق نت / في مشهد رياضي وطني كثير التعقيدات، برز اسم السيد عبد القادر ولد أحمد عبد، المدير العام للرياضة بوزارة تمكين الشباب والتشغيل والرياضة والخدمة المدنية، كأحد أكثر الشخصيات الإدارية قربًا من نبض الرياضيين ووجدانهم، بل تحوّل في نظر كثيرين إلى بوابة الأمل الأولى لأصحاب المظالم والمشاكل الذين لم يسعفهم الحظ في الوصول إلى الوزير مباشرة، فكان هو الصوت الذي ينقل همومهم، والعقل الذي يبحث لها عن حلول واقعية قابلة للتنفيذ.

لقد تميز أداء هذا المسؤول الرفيع بنفَس علمي رصين، يتجاوز المقاربات الإدارية التقليدية، حيث عمل على إعداد وتقديم دراسات علمية ميدانية دقيقة وقابلة للتطبيق، سعى من خلالها إلى معالجة الإشكالات الهيكلية التي تعيق تطور القطاع الرياضي في موريتانيا، وإعادة هيكلة أولوياته بما يخدم الرياضة الوطنية في عموم البلاد، من العاصمة إلى أقصى تخوم الداخل.

ولم تكن إنجازات السيد عبد القادر محصورة في الأوراق والخطط، بل انعكست على أرض الواقع، إذ أعاد الرياضة الموريتانية إلى الواجهة طيلة أشهر السنة، وجعل من الإدارة العامة التي يشرف عليها خلية نشطة تنبض بالحيوية والتجديد. وقد تميزت فترته بقيادة يسودها الانفتاح والتفاعل الإيجابي، وبرز فيها نهج إداري يستبطن القيم الإنسانية الرفيعة، من إخلاص ومودة، لا تقف عند حدود الواجب الوظيفي، بل تمتد لتصنع روابط إنسانية عميقة بينه وبين كل فرد من أفراد طاقمه.

فقد استطاع هذا القائد الإداري بحكمته ورصانته أن يحوّل فريقه من مجموعة موظفين إلى أسرة عمل متآلفة، تجمعها أواصر الأخوة والوفاء، وتسودها روح العمل الجماعي المخلص، وهو ما انعكس بشكل مباشر على نجاعة الأداء وسلاسة التنسيق داخل القطاع.

والحق أن هذا السلوك الإنساني الرفيع، الذي طبع تعامل المدير العام للرياضة مع معاونيه، جعل علاقته بهم تتجاوز أطر الرئاسة الإدارية إلى علاقة احترام وتقدير ومودة متبادلة، رسخت مكانته في وجدان كل من عملوا معه، حتى أصبح اسمه مقرونًا بثقافة الإنصاف والإنصات والجدية في أداء المهام.

ولا يمكن في هذا السياق إغفال الدور المحوري والخفي الذي لعبه الرجل في النجاحات التي حققها المنتخب الوطني مؤخرًا، إذ كان من الجنود المجهولين الذين ساهموا، من خلف الكواليس، في تمهيد الطريق أمام الانتصارات والتألق، من خلال دعمه غير المحدود، وحرصه على تذليل العقبات، وتوفير الظروف الملائمة للاستعداد والمنافسة.

وإلى جانب دوره المركزي في دعم المنتخبات الوطنية، فقد عمل السيد عبد القادر على توسيع دائرة الاهتمام بالرياضة في عموم ولايات موريتانيا، عبر تشجيع المبادرات الجهوية، وتعزيز البنية التحتية، ودعم الأندية المحلية، في مسعى واضح لجعل الرياضة أداة للتنمية المحلية وتعزيز الانتماء الوطني.

إن ما حققه هذا المدير ليس وليد الصدفة، بل ثمرة رؤية واضحة، وجهد متواصل، وقيادة راشدة، تؤمن بأن الرياضة ليست مجرد ترف اجتماعي، بل أداة ناعمة لإبراز الوجه الحضاري للدولة، وتكريس قيم الانضباط والتلاحم بين أبنائها.

وفي وقت تتعالى فيه الأصوات مطالبة بإصلاح منظومة الرياضة الوطنية، يظل اسم عبد القادر ولد أحمد عبد نموذجًا لمدير يشتغل في صمت، ويُنجز في الميدان أكثر مما يُصرّح في وسائل الإعلام، ويترك أعماله تتحدث عنه، بإجماع من يعرفونه ويشهدون له بالجدية والمثابرة ونظافة اليد وعلوّ الهمة.

فهل يمكن للقطاع أن يستثمر أكثر في هذا النوع من القادة الذين يعرفون كيف يديرون العقول والقلوب معًا؟

الأيام القادمة كفيلة بالإجابة…

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى