أخبار كوركول

كيفة : نسخة باهتة من مهرجان التمور .. تعكس فشل التنظيم وسخرية الوالي

الشروق نت – كيفة

خيّبت النسخة الرابعة من مهرجان التمور المنعقد بمدينة كيفة، آمال المشاركين والضيوف والمراقبين على حد سواء، بعد أن تحولت من مناسبة للاحتفاء بالإنتاج الوطني والابتكار الزراعي، إلى مشهد عبثي تسوده الفوضى، ويغيب عنه الحد الأدنى من التنظيم واللياقة.

فمنذ اللحظات الأولى لانطلاق فعاليات المهرجان، بدت علامات الارتباك جلية، حيث سادت حالة من الفوضى أمام قاعة العرض، نتيجة سوء التنسيق والتراخي الملحوظ من الجهة المشرفة على الحدث. وقد بلغ الأمر حدّ منع بعض العارضين من دخول القاعة، مما تسبّب في تدافع كبير، كاد أن يتحول إلى حادث مؤسف لولا تدخل بعض عناصر الأمن .

ورغم أن المهرجان استُحدث أساسًا ليكون منصة للتعريف بمنتج وطني واعد، وتعزيز التواصل بين الفاعلين في القطاع الزراعي، إلا أن النسخة الحالية بدت نسخة مشوّهة من الهدف النبيل الذي من أجله أُنشئ هذا الحدث.

وقد تعزز هذا الانطباع حين منع التدافع أمام الباب  بعض الضيوف الأجانب من الدخول إلى القاعة، بسبب سوء التنظيم، وهو ما أثار استغراب واستياء عديد المراقبين والدبلوماسيين.

من كواليس المهرجان المثيرة للجدل، سخرية والي ولاية لعصابة، أحمدو ولد أخطيرة، من أحد العارضين الذي استغل كلمته أمام الوزراء والسفير الإماراتي للإشادة بإنجازات رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، معددًا النجاحات المحققة في المجال الزراعي ومثمنًا المسار التنموي. إلا أن الوالي لم يجد في حديث الرجل سوى مادة للسخرية، إذ قال له أمام الحضور: ” كان الأجدر بك أن تعلق قصيدة شكر ! “، في تعليق استنكره البعض ، لا سيما في مناسبة يفترض أن تحتفي بجهود المزارعين ورواد القطاع، و انجازات الرئيس. 

ولم تتوقف مظاهر التخبط عند هذا الحد، إذ شهد المهرجان طرد أحد الصحفيين المصورين بأمر مباشر، قبل أن يتم الاعتذار له لاحقًا والسماح له بالدخول، في مشهد يعكس حالة من التخبط الإداري وغياب المهنية في التعاطي مع الإعلام، الذي يفترض أن يكون شريكًا لا عبئًا.

وتوالت الانتقادات من قبل المشاركين والمراقبين الذين أجمعوا على أن هذه النسخة تمثل الأضعف منذ انطلاق المهرجان قبل أربع سنوات. وقد عبّر عدد من الأطر والفاعلين المحليين عن استيائهم من منعهم من الدخول، رغم كونهم من صميم الفئة المستهدفة، وهو ما اعتبروه استخفافًا بمكانتهم وتقزيماً لدورهم في دفع عجلة التنمية الزراعية.

في المحصلة، بدت النسخة الرابعة من مهرجان التمور في كيفة كمرآة عاكسة لفشل تنظيمي صارخ، تماهى فيه الإقصاء مع الارتباك، وغابت عنه روح المسؤولية، في وقت كانت التطلعات معلقة على حدث يليق بمكانة المنتَج وأهمية المنطقة. وبدل أن يكون مناسبة للارتقاء، تحوّل إلى محطة سخرية وفوضى… وعلّ “القصيدة” المؤجلة، تُكتب يومًا على وزن نجاح حقيقي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى