أخبار كوركولمميز

جول : صمبا غالاديو بطل الضفة .. قاوم الاستبداد وناضل من أجل الحرية ..( الحلقةالأولى )

الشروق نت / لم يكن تصنيف ملحمة صمبا غالاديو على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية لدى اليونسكو، اعتباطا، بل كان عن وعي ومعرفة بحياة هذا البطل الذي ملأ الدنيا وشغل الناس في عصره، حيث بسط نفوذه على طول ضفة النهر بعد الملحمة التاريخية التي خاضها ضد الاستبداد، ونجح من خلالها في إثبات بطولته وشجاعته وتخطيطه.

 

إن اعتماد ملحمة “صمبا غالاديو” تراثاً إنسانيا يعد مكسباً وطنياً كبيرا يعكس توجه فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الهادف إلى العمل على تثمين وترقية التراث الوطني اللامادي.

 

كما أن الأبعاد الثقافية والفنية التي تحملها ملحمة “صمبا غالاديو”، تتميز برمزيتها الخاصة وبعدها الأسطوري الذي يعكس جزءاً من الذاكرة الثقافية الوطنية، الهادفة إلى تعزيز التعايش وحل القضايا بالطرق السليمة، وغيرها من الأبعاد الفنية والثقافية التي تحمل وتنقل تجارب المجموعات المحلية إلى البعد الأممي والدولي.

خلال لقاءات خاصة مع العارفين بتاريخ هذا البطل و جولة  في بعض الأماكن والبلدات التي كانت تحت إمرته ومحل إقامته، والذين أجمعوا كلهم على أن ملحمة صمبا غالاديو، تحمل من المميزات ما يجعلها مؤهلة ومهيأة للتصنيف على جميع المستويات الإسلامية والإفريقية والعربية والعالمية تراثا عالميا يفتخر به كل مواطن موريتاني وكل محب للحرية مهما كان، مؤكدين أن هذه الملحمة تكتسي رمزية مهمة للموريتانيين، إضافة لكونها تمثل في بعدها التاريخي إحدى تجليات اللحمة الاجتماعية والثقافة الموريتانية، وأحد أهم الملاحم التي كان لها الأثر الواضح على تماسك الشعب الموريتاني عبر التاريخ، داعين كل مواطن موريتاني إلى اعتماد نهج هذا البطل والتأسي به، خاصة أنها من أعظم الملاحم في تاريخ إفريقيا، ملحمة صمبا كلاديو، التي أنجزت صفحات مضيئة من تاريخ مقاومة الظلم والاستبداد ونشدان الحرية. 

عمدة جول السيد عمر لي عبد الله، يرى أن مدينة جول فخورة اليوم بتصنيف ملحمة هذا الرمز وهذا البطل الذي يعتبر من أبناء مدينة جول، ضمن التراث العالمي، معتبرا أنها خطوة مهمة يشكر عليها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي يعتبر تصنيفه لمدينة جول مدينة تاريخية وإقامة المهرجان الوطني الثقافي فيها إحياء لتاريخ المدينة وإبرازا لدورها الريادي في العلم والأدب ومقاومة الغزو الثقافي الغربي.

وأشار إلى أن مدينة جول تعبر عن كامل امتنانها وشكرها لحكومة الجمهورية الإسلامية الموريتانية على هذا التشريف وهذه العناية الكبيرة التي أولت لهذه المدينة العريقة.

صمبا غالاديو.. حقيقة السلاح وقوة الشخصية 

ويرى الأستاذ يحيى جاك، باحث ومدير مدرسة، أن صمبا غالاديو، بطل من نجوم دنينكى، الذين حكموا منطقة “فوتا” ما يقارب ثلاثة قرون، وهو من ضمن الملوك الأبطال الذين سجلهم التاريخ في صفحاته النقية، وقد حصلت معارك كبيرة بين أحفاد هذه الأسر ومعاونيها، وكانت مدينة جول مسرحا لها، ولا زالت هناك ساحة في المدينة ملاصقة للنهر تسمى “بلبس” تشهد على جوانب من ذلك التاريخ.

 

وقال إن من أشهر هذه المعارك معركة “بلبس” الثانية التي حدثت سنة 1738م بحضور الأبطال الذين جاؤوا من البلدان المجاورة وملوك المنطقة أمثال فرب جول، وفرو امبال، وكان هناك ارتباط تاريخي وتراثي مع امبراطورية غانا، التي ازدهرت منذ القرن الرابع عشر الميلادي.

 

وهذه الملحمة التي صنفت مؤخرا تراثا عالميا – يضيف يحيى جاك – هي ملحمة تزعمها البطل الأسطورة صمبا غالاديو، حيث سيطر على الحكم وأخذ زمام الأمور في شبه المنطقة، وأقام علاقات متجذرة مع كامل المحيط، وكان هذا البطل قد حصل على بندقية آنذاك أخافت منافسيه، نظرا لعدم معرفتهم المسبقة بهذا السلاح، فنسجوا حولها الأساطير، التي وصلت حدَّ القول بأن هذا السلاح جاءه من الجن وهو لايعدو كونه سلاحا أهداه له أحد النصارى الذين وفدوا من مناطق أوروبية.

ووأبرز أن صمبا غالاديو: ورث الحكم واستطاع بحنكته أن يجمع جيوشا للمحاربة والدفاع عن أنصاره الذين كانوا يتوزعون ما بين ما بات يعرف اليوم بموريتانيا والسنغال، وكان مركز قيادته موجود حسب أغلب الروايات في جول.

 

أما السيدة آمي انكيدا ألاصان، فقد أكدت أن اعتماد ملحمة صمبا غالاديو، تراثا عالميا هو إنجاز كبير لموريتانيا وللتراث الثقافي غير المادي، خاصة هذه المنطقة التي شهدت ازدهارا وتطورا كبيرا في عصر هذا البطل، ويعكس بجلاء الأهمية الكبيرة التي يوليها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، لتاريخ الوطن وشعبه عبر الزمن، وما إدراج ملحمة صمب غالاديو على قائمة اليونسكو إلا دليل واضح على ذلك، هذا بالاضافة إلى تسجيل المحظرة كتراث عالمي قبل أقل من عام، وهذا كله يظهر التزام الحكومة بحماية وتعزيز التراث الوطني.

وأضافت، أنه مما يبعث على الفخر عمل الحكومة وسعيها الدائم لتعزيز مكانتها الثقافية على الساحة العالمية، وما لذلك من تأثير إيجابي على الهوية الوطنية والتاريخ الثقافي للبلد.

اليوم وضمن الغوص في حياة البطل الأسطورة صمبا غلاديو، خاصة بعد تصنيف ملحمته من لدن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” تراثا إنسانيا، نسلط الضوء على شخصيته ودوره في بسط السيطرة على الضفة، مع استعراض انطباعات سكان المنطقة حول هذا البطل.

تقرير محمد عبدي..

يتواصل 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى