النائب الحسن ولد باها : آفطوط الشرقي ليس مشروعًا مائيًا بل وعدٌ بالعدالة لمقاطعة طال صبرها..

الشروق نت – فم لكليتة (أمبود)
في إطار مواكبتها المستمرة للملف التنموي في ولاية كوركول، وبالتزامن مع الزيارة الخامسة التي يؤديها فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني إلى مقاطعة أمبود، أجرت الشروق نت مقابلة مطولة مع نائب المقاطعة الحسن ولد باها، أحد أبرز الأصوات البرلمانية المدافعة عن حقوق السكان، والمنتخب للمرة الثانية عن حزب الكرامة، الذي تتبعه أربع بلديات من أصل تسع في المقاطعة، ويتمتع بتمثيل معتبر في البلديات الخمس الأخرى من خلال مستشارين بلديين مؤثرين.
الماء… وعد العدالة يتحقق
استهل ولد باها حديثه بالتأكيد على أن الزيارة المرتقبة للرئيس غزواني تشكل منعطفًا مفصليًا في تاريخ المقاطعة، مشيرًا إلى أن تدشين إحدى المكونات الكبرى لمشروع آفطوط الشرقي في بلدية فم لكليتة، لم يعد مجرد حدث إنشائي، بل هو – على حد تعبيره – “بعث للأمل في نفوس سكان عاشوا زمن العطش، وها هم اليوم يلامسون زمن الإنصاف.”
وأوضح أن مشروع آفطوط الشرقي، الذي يخترق بلديات فم لكليتة، شلخت التياب، ولحرش، ويعبر باتجاه ولايتي لبراكنه ولعصابة، ليس مشروعًا تقنيًا عاديًا، بل هو مشروع استراتيجي متعدد الأبعاد، صُمم بوعي كامل لإرواء القرى الهشة والمعزولة، وتخفيف وطأة العطش الذي كان يُثقل كاهل السكان عقودًا من الزمن.
وقال النائب بالحرف:
“إننا لا نتحدث فقط عن أنابيب ماء تمتد في الأرض، بل عن شريان حياة يمر في وجدان أهل أمبود، ويروي تاريخًا طويلاً من المطالب المؤجلة، ويعيد إلينا نحن – سكان المقاطعة – شيئًا من الكرامة الغائبة.”
بحيرة فم لكليتة… كنز استراتيجي يُعاد اكتشافه
وأشار ولد باها إلى أن بحيرة فم لكليتة، التي تشكل القلب النابض لهذا المشروع، كانت لفترة طويلة مجرد مورد غير مُستغل، رغم أنها من أغنى بحيرات الولاية وأعذبها ماءً، موضحًا أن العناية التي حظيت بها البحيرة خلال السنوات الأخيرة تحوّلت إلى رافعة تنموية واعدة، حيث باتت تغذي عشرات القرى وتفتح آفاقًا للزراعة والاستقرار والتشغيل.
وقال:
“نحن نرى اليوم ملامح تحول بنيوي في المقاطعة. هذه البحيرة، التي لطالما كانت عنوانًا لإمكان غير مستثمر، باتت اليوم صمام أمان مائي وزراعي واقتصادي.”
دعوة للرئيس: نريد ماء البحيرة لكل أمبود
وفي سياق المطالب التنموية، وجّه النائب نداءً صريحًا إلى فخامة رئيس الجمهورية، مطالبًا بتمديد شبكة المياه المنطلقة من بحيرة فم لكليتة لتشمل كافة بلديات المقاطعة دون استثناء، وخصّ بالذكر البلديات الخمس: أدباي أهل كلاي، أنجاجبني، تارنكت أهل مولاي اعل، سوفة، وتكوبرة، مشيرًا إلى أن هذه البلديات لا تزال خارج نطاق التغطية الشاملة، رغم قربها الجغرافي من البحيرة، ومرور توصيلات المشروع بجانب العديد من قراها.
وقال النائب:
“لا يُعقل أن تشق الأنابيب قرى مثل أهل أمباركه سلي، أهل دمب، أهل بيبكر الطاهر، دباي السيال، وأهل امبيريك، دون أن تنال من هذا الخير شيئًا. هذه القرى عطشى… لكنها ليست مهمشة في انتمائها، بل جزء لا يتجزأ من أمبود.”
وأضاف:
“لدينا خزان مائي في دباي لحسي، تخدمه شبكة غير مفعلة بما يكفي ، حتى الآن، وفيه أكثر من 114 أسرة تنتظر. لدينا خظارت لحسي وأهل بوب، قريتان تلامسان الأنبوب، ولا تزالان على هامش الماء. نريد عدالة توزيع حقيقية، لأن الماء اساس التنمية..”
بين الماء والكهرباء… شروط التنمية تتكامل
وأكد النائب أن توفير الماء يجب أن يتوازى مع حل إشكالات الكهرباء، خاصة في عاصمة البلدية وبعض القرى الكبرى، مشيرًا إلى أن الربط الكهربائي لا يزال يعاني من ضعف في التمدد والانتظام، وهو ما يعرقل جهود التنمية ويجعل المشاريع الزراعية والاقتصادية مهددة في جذورها.
ودعا إلى وضع خطة تكاملية للماء والكهرباء، تراعي حجم المقاطعة واحتياجاتها، وتضمن تحوّلها إلى قطب تنموي متكامل في قلب البلاد.
أمبود… المقاطعة التي قال لها الرئيس “أنتم أولويتي”
وفي سياق الإشادة بالإنجازات التي تحققت في ظل حكم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، قال ولد باها إن أمبود كانت أول محطة لإطلاق برنامج “تعهداتي” في مجال التعليم، حيث دشّن منها فخامته المدرسة الجمهورية، وهو ما يحمل رمزية سياسية قوية، تعبّر عن إدراك الرئيس لوضعية المنطقة الهشة، وإيمانه بضرورة إنصافها ميدانيًا لا خطابًا.
وأضاف أن المقاطعة استفادت بشكل غير مسبوق من برنامج “أولوياتي”، حيث خُصص لها ما يناهز 13.5 مليار أوقية قديمة، ما يجعلها في طليعة مقاطعات ولاية كوركول من حيث حجم الاستثمارات الموجهة، مشيرًا إلى أن هذه الأموال لم تكن مشاريع على الورق، بل أصبحت مدارس ومراكز صحية ومشاريع مياه وكهرباء على الأرض.
وقال:
“نشكر الرئيس غزواني، ونشكر الوزير الأول، لأنهما أنصفا مقاطعتنا بالأفعال لا بالشعارات، وبدأنا نلمس أثر هذه المشاريع في تفاصيل حياتنا اليومية، ونأمل أن يتعزز هذا المسار بالمزيد ..”
في ختام اللقاء…
ختم النائب الحسن ولد باها حديثه بدعوة موجهة إلى جميع القطاعات الحكومية المعنية، بأن تتعاطى مع مقاطعة أمبود باعتبارها جزءًا حيويًا من قلب الدولة لا هامشها، وقال:
“نحن نريد أن نشرب من ماء بحيرتنا، أن تضيء بيوتنا بالكهرباء، وأن نزرع ونعيش بكرامة.. لقد آن لأمبود أن تخرج من ظلمة التهميش إلى نور التنمية، وآفطوط الشرقي هو الخطوة الأولى في هذا المسار النبيل.. و هو ما تحقق فعلا منذ تولي الرئيس محمدولدالشيخ الغزواني رئاسة البلاد “
واختتم بالقول:
“باسم آلاف الأسر في مقاطعة أمبود، أتوجه بالتحية والتقدير إلى فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وأجدد العهد على مواصلة الدفاع عن مصالح ساكنتنا، والعمل من أجل أن تكون أمبود، بمياهها وزراعتها وأهلها، قطبًا تنمويًا يُحتذى لا نقطة عطشٍ تُنسى.”