مهرجان كيهيدي : هل يحوّل مدير ديوان وزير الميزانية ذكرى تنصيب غزواني إلى منصة لتفكيك داعميه في المقاطعة ؟

الشروق نت- كيهيدي
في خطوة مفاجئة أثارت الكثير من الجدل في الأوساط السياسية بمدينة كيهيدي، يسعى مدير ديوان الوزير المنتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية، مامادو عبد الله جلو، إلى تنظيم مهرجان “أحادي” مساء اليوم في دار الشباب لتخليد الذكرى الأولى لانطلاق المأمورية الثانية للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني. لكن بدل أن يكون المهرجان مناسبة جامعة لداعمي الرئيس، تحوّل إلى شرارة خلافات وتصدعات داخلية بين المكونات السياسية والاجتماعية في المقاطعة.
وبحسب معلومات حصلت عليها “الشروق” من مصادر محلية متعددة، فإن المهرجان يتم ترتيبه في كواليس مغلقة، بإشراف مباشر من الأمين العام، وعمدة بلدية كيهيدي دمب أنجاي، إلى جانب النائب البرلماني صو موسى دمبا، الملقب “تومبي”. هذا الثلاثي، بحسب المصادر ذاتها، يسعى لتقديم الأمين العام كمرشح محتمل لتولي منصب وزاري باسم مقاطعة كيهيدي في التعديل الحكومي المرتقب، مستندًا في ذلك إلى تحركات بدأها مامادو عبد الله جلو في نواكشوط، عبر لقاءات مع شخصيات نافذة في دوائر القرار.
لكن المهرجان الذي تم الترويج له تحت شعار “الوحدة الوطنية”، اصطدم برفض واسع النطاق من عشرات الأطر والفاعلين السياسيين المحليين، الذين أعلنوا مقاطعتهم للحدث، معتبرين إياه محاولة لإقصاء الطيف الأوسع من داعمي الرئيس غزواني في المقاطعة، وتقزيم الحضور السياسي والاجتماعي للمكونات الأخرى، بما يخالف روح الإجماع التي ميّزت حملة الرئيس الأخيرة.
ويرى مراقبون أن المهرجان لم يكن ليثير هذا الكم من الانتقاد، لو تم تنظيمه بروح تشاركية وتنسيق شامل مع مختلف الفاعلين المحليين، بغضّ النظر عن الانتماءات والخلفيات. فالرئيس غزواني، الذي جعل من الانفتاح والتشاور ركيزة في مساره السياسي، لا يحتاج إلى مبادرات فردية تعيد إنتاج التهميش والانقسام تحت عناوين مناسباتية.
وتشير مصادر “الشروق” إلى أن التحالف الجديد، الذي يحاول فرض نفسه كممثل سياسي وحيد للمقاطعة، لا يستند إلى قاعدة انتخابية معتبرة، خاصة أن المكاتب المحسوبة عليه خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة أظهرت نتائج ضعيفة، منشورة وموثقة على الموقع الرسمي للجنة الوطنية المستقلة للانتخابات.
ويحذر متابعون للشأن المحلي في كيهيدي من أن تحويل مناسبة وطنية بحجم تخليد الذكرى الأولى لمأمورية الرئيس إلى منصة تنافس ضيقة، لا يضر فقط بصورة الداعمين، بل قد يسهم في إضعاف القاعدة الشعبية للرئيس في واحدة من أكثر المقاطعات رمزية وتنوعًا.
فإذا كانت “الوحدة الوطنية” هي الشعار الذي يتصدر لافتة المهرجان، فإن التجاذبات الجارية تُفرغ هذا الشعار من مضمونه، وتكشف عن محاولات لإعادة إنتاج مشهد سياسي قائم على التفرّد والإقصاء بدل البناء الجماعي والتشاور، وهي ممارسات يأمل كثير من الموريتانيين أن تكون قد أصبحت من الماضي .