أخبار كوركولأخبار وتقاريرمميز

وزير الإسكان يُثير الجدل بتحدثه بالفرنسية بعد حديث السفير الفرنسي بلغة موريتانيا الرسمية

الشروق نت  / أثار وزير الإسكان والعمران والاستصلاح الترابي، أنيانغ مامودو، موجة سخرية واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي بعد تدخله باللغة الفرنسية، خلال حفل رسمي لتدشين أحد المشاريع بحضور رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، وذلك عقب كلمة ألقاها السفير الفرنسي باللغة العربية.

وقد اعتبر كثيرون هذا المشهد غريباً ومثيراً للاستغراب؛ إذ كيف يعقل أن يتحدث السفير الأجنبي بلغة البلد الرسمية — اللغة العربية — بينما يعجز وزير في الحكومة الوطنية عن استخدامها؟ هذا التناقض الحاد ألقى بظلاله على رمزية المناسبة، حيث وجد العديد من المواطنين في تصرف الوزير انتقاصاً من السيادة اللغوية للبلد، واستخفافاً بدستوره الذي ينص على أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية للجمهورية الإسلامية الموريتانية.

وفي وقتٍ لا يعترض فيه أحد على أهمية التمكن من اللغات الأجنبية، خاصة في عصر العولمة والتبادل الدولي، فإن استخدام لغة معينة في موقف رسمي يجب أن يكون له مبرر منطقي، كأن يكون الحضور لا يفهمون إلا تلك اللغة.. أما أن يتحول الأمر إلى قاعدة أو إلى تجاهل كامل للغة الوطن، فهذا ما لا يمكن تبريره ولا السكوت عنه، حسب تعبير بعض المعلقين.

ويؤكد مراقبون أن معرفة اللغات الأجنبية تظل ميزة ضرورية للمسؤولين في أي دولة، ولكنها لا ينبغي أن تأتي على حساب احترام اللغة الرسمية التي تُعد رمز السيادة وأحد أركان الهوية الوطنية..

وفي هذا السياق، دعا كثيرون إلى ضرورة أن يُشترط  في كل من يتولى منصباً حكومياً إتقان اللغة العربية تحدثاً وكتابة، باعتبار ذلك من البديهيات في أي دولة تحترم دستورها وتعتز بثقافتها..

الحدث أثار نقاشاً أوسع حول معايير تعيين المسؤولين، ومكانة اللغة في الخطاب الرسمي للدولة، وحاجة بعض القطاعات إلى مراجعة أولوياتها في التكوين والتأهيل.. ويبقى السؤال المطروح: هل نحن أمام حادثة معزولة، أم أنها مؤشر على خلل أعمق في بنية الدولة وعلاقتها بثقافتها وهويتها؟

عالي أحمد سالم 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى