أخبار كوركولأخبار وتقاريرمميز

يوسف كويتا .. الذاكرة الغائبة في سجل ذاكرة الوطن

الشروق نت – كيهيدي

في احتفائنا اليوم بـ مهرجان الضفة أو مهرجان كيهيدي، فإننا نكرّم الغنى الثقافي، والتنوع، والتاريخ العريق لشعبنا. لكن، كيف يمكن أن نتحدث عن كيهيدي، وكيف يمكن أن نتحدث عن موريتانيا المستقلة، من دون أن نستحضر اسم *يوسف كويتا* ؟

لقد كان رجلَ دولةٍ بصيرًا، وبنّاءً لا يعرف الكلل، كرّس يوسف كويتا حياته لبناء موريتانيا بعد الاستقلال. إن حبه العميق لوطنه ولمدينته كيهيدي، تجلّى في مشاريع تنموية ملموسة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، تركت بصمة راسخة في وجدان جيلٍ بأكمله.

واليوم، يبدو التباين صارخًا:

فموريتانيا تمرّ بمرحلة صعبة، حيث تبقى الديمقراطية هشّة، وتستمرّ الفوارق الاجتماعية في التعمّق.

وكيهيدي، التي كانت يومًا قطبًا ديناميكيًا متألقًا بفضل جهود يوسف كويتا، فقدت الكثير من جاذبيتها وبريقها.

ومع ذلك، ورغم عطائه الكبير، فإن ذكرى يوسف كويتا تكاد تكون غائبة عن الفضاء العام:

فلا شارع، ولا ساحة، ولا مدرسة، ولا مرفق عام يحمل اسمه.

ولا اعتراف رسميّ يليق بما قدّمه من إخلاص وتضحية في سبيل الوطن.

ومن هنا يثور تساؤل مشروع:

لماذا لا يُحتفى بيوسف كويتا كما يُحتفى بغيره من كبار رجالات الاستقلال؟

 ولماذا لا تعترف الدولة الموريتانية رسميًا بدوره في بناء الوطن؟

ونحن، بصفتنا مواطنين، ورثة نضاله ورؤيته، نطالب بما يلي:

1. أن يُطلق اسم يوسف كويتا على شارع أو مدرسة أو ساحة عامة أو مركز ثقافي في كيهيدي.

2. أن تُدمج سيرته وعطاؤه في المناهج الدراسية وفي المناسبات الوطنية التذكارية.

3. أن تستعيد مدينة كيهيدي، من خلال هذا الواجب التذكاري، جزءًا من هويتها وإشعاعها.

إن تكريم يوسف كويتا ليس مجرد احتفاء برجل، بل هو إحياءٌ لرؤية: رؤية موريتانيا عادلة، موحّدة، ومزدهرة.

واليوم، نطلق هذا النداء من أجل إنصاف ذكراه، ومن أجل أن تستعيد كيهيدي بفضله المكانة التي تستحقها في سجلّ التاريخ الوطني.

فالذاكرة مسؤولية.

والنسيان ظلم.

وقد آن أوان العمل.

 #يوسف بيري جكنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى