ستون عاما في الميزان../ الشفاء محمدن حمين
الشروق/ “بلاد السيبة”، أو “المنكب البرزخي”، وغيرهما من التسميات هي تسميات كانت تطلق على هذه البقعة من الأرض وتوحي هذه التسميات بالإضافة إلى ما هو متوفر من المعلومات الشفهية والمدونة أنه لم يكن يوجد في هذا الحيز الجغرافي كيان قبل الاستقلال.
دخل المستعمر بداية القرن العشرين وقوبل بمقاومة عسكرية وثقافية شديدة، أدت فيما بعد للإ ستقلال عام 1960.
لم يكن أغلب الموريتانيين إبان نشأة الدولة واستقلالها، ونتيجة لغياب الفكر التنظيمي لإنشاء الدول، يعتقد أن بإمكان الموريتانيين أن تكون لهم دولة هم من يقرر فيها ما يريدون من أنواع الحكم، ويسنون فيها القوانين التي تناسبهم إلى غير ذلك.
كان هذا هو الفكر السائد حينها، وعليه فلا غرابة إذا قلنا إنه لم يكن هناك كادر بشري مؤهل لتحمل المهام والقيام بمسؤولياته تجاه الدولة الفتية.
إن استقلال الدول هو حدث سياسي وتاريخي يستحق الإشادة والتخليد، وتكمن أهميته بالنسبة للمواطن أيا كان في الشعور بالانتماء لوطن يلبي له حاجياته من تعليم وصحة وأمن، ومن حقنا كموريتانيين أن نحتفل باليوم الذي تخلصنا فيه من التبعية والهيمنة السياسية والاقتصادية للمستعمر الفرنسي بل ذلك من واجبنا.
لكن هل فعلا جاء استقلالنا كما نريد أم أنه جاء كما يراد لنا؟،
أعتقد أن محاكمة نوايا جيل التأسيس لن تفيدنا فمما لا شك فيه أن التحديات كانت كبيرة والوسائل شحيحة إن لم نقل منعدمة ومع ذلك استطاعوا أن يخرجوا للنور كيانا استطاع في وقت وجيز أن يتخذ المكانة اللائقة دوليا، وأن ينشئ مرافق عامة ويقيم مشاريع تنموية تعالج الوضع الصعب داخليا، هذا طبعا مع بعض الهنات التي صاحبت تلك الفترة.
تعاقبت الأحكام بعد ذلك، ولكل منها إيجابياته وسلبياته وليس المقام مقام محاكمة وإن كان فلست أهلا للقيام بذلك، ما يهمني في هذا الصدد أننا نحتفل بالذكرى الستين للاستقلال، “ستون عاما في الميزان” فهل حققنا خلال 6 عقود من الزمن لدولتنا ما يجعلها كجاراتها في المنطقة؟
هل تحقق للمواطن أبسط وسائل العيش؟ هل قطعنا شوطا في ترسيخ الوحدة الوطنية، إلخ….
أم أنها ستون عاما مرت ونحن “مكانك سر”.
اترك لكم الحكم لكن لدي مطلبان من حكومتنا الموقرة أولهما الاعتناء بالمظهر الخارجي للعاصمة وإنشاء بنى تحتية شوارع، فنادق، توفر لزائرينا الراحة، حتى لا يلجئهم الحال لتأجير فنادق في الدول المجاورة كما حصل مع الوفد اللبناني في القمة العربية التي استضفناها.
ثانيا: العمل على إنشاء مزارع محلية تؤمن لنا الغذاء حتى لا نموت جوعا إن أغلق معبر الكركرات لظروف ما.
الشفاء محمدن حمين
محررة أخبار بموقع الشروق نت