أخبار كوركولأخبار وتقاريرمميز

صمت كيهيدي يسبق الرئيس… لا لافتات، لا وجوه، ولا أثر للنخبة!

الشروق نت – كيهيدي

في مشهد يلفه الهدوء، وتكسوه البرودة السياسية، تعيش مدينة كيهيدي، عاصمة ولاية كوركول، ساعات فقط ، ما قبل واحدة من أهم الزيارات الرئاسية في تاريخها الحديث، وكأن لا رئيس سيحل ضيفًا بعد ساعات، ولا مشروعًا وطنيًا بحجم آفطوط الشرقي سيُدشَّن من طرف رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني..

الشارع الرئيسي الذي يفترض أن تمرّ عبره قافلة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، بدا هذا المساء خاليًا من أي ملامح احتفالية، لا لافتات ترحيب، ولا صور مكبرة، ولا حتى شعارات تمجيدية من تلك التي اعتاد الشارع الموريتاني على رؤيتها قبيل الزيارات الرئاسية.. إنه صمت يثير التساؤل، ويضع علامات استفهام كبيرة أمام أداء النخبة المحلية، ودرجة انخراطها في دعم الحدث الوطني.

ورغم أن ولاية كوركول تضم في صفوفها ثلاثة وزراء حاليين، وعددًا من الأمناء العامين والسفراء والمديرين، إلى جانب كتلة وازنة من المنتخبين المنضوين تحت لواء حزب الإنصاف الحاكم، إلا أن أياً من هؤلاء لم يُسجَّل له حضورٌ فعلي، ولا أي نشاط يُذكَر يُجسد الترحيب بقدوم الرئيس أو يثمّن حجم المشروع الذي ستشهده الولاية حتى الآن ..

ذات الغياب المريب يسود بلدية فم لكليتة، حيث سيشرف الرئيس ولد الشيخ الغزواني على تدشين المرحلة الأخيرة من مشروع آفطوط الشرقي، وهو المشروع الذي سيوفر المياه الصالحة للشرب لعشرات القرى في ولايات كوركول ولبراكنه ولعصابة، منهياً بذلك عقودًا من العطش والمعاناة.

وفي الوقت الذي تحولت فيه الولاية إلى خلية نحل بفعل الاستعدادات الأمنية واللوجستية والإدارية المكثفة، لم تواكبها أي جهود سياسية موازية من طرف ممثلي الدولة أو المنتخبين أو أطر الحزب الحاكم، ما يعمق الإحساس بانفصال الطبقة السياسية عن نبض الشارع، ويطرح علامات استفهام حول حجم التنسيق ومستوى التفاعل مع الزيارة الرئاسية.

إنه الغياب الذي لا تفسّره الأعذار ولا تستره المجاملات. ففي لحظة يفترض أن تكون حاسمة في تثمين جهود الدولة، وإبراز التلاحم بين السلطة وقواعدها المحلية، اختارت النخبة الصمت، فكان المشهد كئيبًا، باردًا، لا يشي بأن رئيس البلاد سيحطّ رحاله بعد ساعات معدودة في هذه الأرض التي ظلت لعقود تراهن على الماء… وعلى السياسة.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى