الجزائر تتهم فرنسا بالتخطيط لإنقلاب على بوتفليقة
الشـروق / شنّ الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم بالجزائر عمار سعداني يوم الأربعاء، هجومًا عنيفًا على فرنسا التي اتهمها بإدارة مخططات انفصالية عبر تجنيد “مجموعة ضباط” يقودهم مدير المخابرات العسكرية السابق الجنرال توفيق.
وأشار سعداني أمام وزراء ومسؤولين كبار في الدولة، إلى أن الفريق الذي عزله الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في 2015 يخطط لتدبير انقلاب على المؤسسات الشرعية عبر تجنيده لأطراف سياسية وثورية بهدف زعزعة استقرار البلاد.
واتهم سعداني محمد مدين المعروف بالجنرال توفيق قائد جهاز المخابرات العسكرية لربع قرن من الزمن بإثارة الفتنة المذهبية والطائفية بمنطقة غرداية جنوبي الجزائر والتي خلفت أحداثًا مأساوية خلال العام الماضي بسبب الصراع بين العرب وقبائل الأمازيغ.
وهاجم زعيم حزب الأغلبية البرلمانية، المستشار السابق لبوتفليقة ورئيس حكومته عبد العزيز بلخادم ذي التوجهات القريبة من الإسلاميين بحدّة واتهمه بالعمالة لفرنسا، داعيًا الصحافيين إلى “النبش” في الماضي النضالي لعائلة بلخادم بمحافظة تيارت غربي البلد.
ويُجهل إن كان عمار سعداني يقصد أيضًا وزير الدفاع الوطني السابق خالد نزار المقرّب من الجنرال المتقاعد توفيق مدين، وهو المعروف في الأوساط الجزائرية بلقب “كبير ضباط فرنسا” والذين يقصد بهم مجموعة جنرالات تلقوا تدريبات في صفوف الجيش الاستعماري وظل ولاؤهم للدولة الفرنسية حتى وهم في أعلى مناصب المسؤولية بالجزائر.
وهذه هي المرة الأولى التي يتهم فيها مسؤول سياسي بارز الممثل الشخصي السابق لرئيس الجمهورية بالعمالة وينعته بأقبح الأوصاف، ما يؤشر بحسب مراقبين إلى استمرار الصراع بين معسكر الرئاسة وبعض الجنرالات الموصوفين بالصقور.
ومن الناحية القانونية، تصبح تصريحات سعداني العلنية تهمًا جنائية قد تجرّ المعنيين بها إلى أروقة القضاء خصوصًا فيما تعلق بالعمالة والخيانة وضرب الوحدة الوطنية والترابية وزعزعة استقرار الدولة ومكونات شعبها.