شيخنا ولد كنكو.. قائد التحول الصحي في الحوض الشرقي

الشروق نت – النعمة
في تحولٍ نوعي غير مسبوق، وضمن لحظةٍ فارقة في المسار الصحي لولاية الحوض الشرقي، استطاعت الإدارة الجهوية للعمل الصحي – بقيادة الدكتور شيخنا ولد كنكو – أن تكتب فصلاً جديدًا في سجل الكفاءة والمسؤولية، إذ أعادت الثقة المفقودة بين المواطن والمنشأة الصحية، وحوّلت المراكز الصحية إلى قبلةٍ يوميةٍ لأبناء الولاية الأكبر مساحةً في البلاد.
لأول مرةٍ، يلمس المواطنون في عموم الحوض الشرقي تحسنًا حقيقيًا في جودة الخدمات الصحية القاعدية، بفضل إشرافٍ يوميٍّ دقيق، ومتابعةٍ ميدانيةٍ متواصلة من المدير الجهوي، الذي فضّل الميدان على المكاتب، فكان حاضرًا بنفسه في أغلب المراكز، يُشخّص الخلل، ويوجّه الفرق، ويُصلح النواقص، ويُبادر إلى المعالجة الفورية.
ووفق معطيات خاصة حصلت عليها “الشروق نت”، فقد نجح الدكتور كنكو – في سابقةٍ تُحسب له – في بناء شبكة تعاونٍ فعالةٍ مع مختلف الفاعلين الصحيين في الولاية، من أطباءٍ وممرضين، إلى منتخبين وممثلي المجتمع المدني، ما أسهم في بلورة رؤيةٍ صحيةٍ واقعيةٍ وفاعلة للنهوض بالقطاع، وتحقيق أهداف التوعية والتلقيح والتكفل الصحي في بيئةٍ كانت حتى وقتٍ قريب تعاني هشاشةً حادةً وضعفًا في البنية التحتية.
وبحسب مراقبين محليين، فقد بلغت نسبة تغطية اللقاحات في عموم المراكز الصحية بالولاية 95%، وهي نسبة غير مسبوقة في تاريخ المنطقة، مع توفر جميع اللقاحات الأساسية للأطفال والنساء الحوامل، وتوسيع شبكة مراكز التكفل بسوء التغذية، وتفعيل المتابعة الدقيقة للحالات الحرجة، وإجراء الفحوصات الطبية الروتينية بشكل منتظم في أغلب المرافق.
ولم تتوقف جهود الدكتور كنكو عند حدود التسيير اليومي، بل امتدت إلى تحسين البنى التحتية وتجهيز المراكز بالمعدات الضرورية، وتكوين فرق للرقابة الوبائية، وتعزيز الموارد البشرية، حتى أصبح القطاع الصحي في الولاية نموذجًا يحتذى به على المستوى الوطني.
وتُسجل له أيضًا قيادته الميدانية لحملة مكافحة مرض الديفتيريا في عموم الولاية، ومتابعته اليومية الدقيقة للحالة الوبائية، رغم أن أغلب الحالات المسجلة من هذا المرض تعود إلى اللاجئين الماليين. كما أشرف على حملات تحسيس واسعة ضد حمى الوادي المتصدع، تكللت بالنجاح بعدم تسجيل أي حالة إصابة حتى الآن في عموم الولاية.
إلى جانب ذلك، وقف الدكتور كنكو بحزمٍ في وجه عمليات الفوضى وصَماصِرة الدواء والعلاج الذين ينشطون عادة خلال أيام الأسواق الشعبية، واضعًا حدًّا لممارسات طالما أضرت بالمواطن وبسمعة القطاع الصحي.
ورغم هذا المسار الزاخر بالعطاء والنجاح، تفاجأ متابعو الشأن الصحي في البلاد بعدم تكريم الدكتور شيخنا ولد كنكو، الذي يُعد من أبرز الكفاءات الوطنية في الميدان، ومن القلائل الذين جمعوا بين الوطنية الصادقة، والقدرة الفنية، وروح القيادة، والصدق الإداري.
ويرى هؤلاء أن ترقية الدكتور كنكو لتولي إحدى الإدارات المركزية بوزارة الصحة باتت ضرورةً وطنيةً ملحّة، لما يمكن أن يُحدثه من نقلة نوعية على المستوى الوطني، في ضوء ما أثبته من حنكة في التسيير، ووعيٍ تنموي، وحسٍّ إنسانيٍّ عميق، جعل منه رمزًا يُحتذى ومكسبًا لا يُفرَّط فيه.




