أخبار وتقاريركتاب ومقالاتمميز

مطالب واسعة بثمين جهودِ السفير سيد أحمد البكاي ولد حمادي وتقديرُ عطائه ..

الشروق نت / حين يُذكر الوفاء للوطن، يُذكر معه اسم سعادة السفير سيد أحمد البكاي ولد حمادي، رجل الدولة والمهام الصعبة، الذي جمع بين الحزم والرؤية، وبين الكفاءة والتواضع، فكان أنموذجًا نادرًا في زمنٍ تندر فيه النماذج. رجلٌ حمل موريتانيا في قلبه، ومضى يخدمها بعقلٍ راجحٍ وبصيرةٍ نافذة، حيثما حلّ وارتحل.

من الرباط ، الى مدريد ، ومن الرياض الى الدوحه ‘ ومن لواندا إلى أنقرة، ظلّ اسم السفير ولد حمادي حاضرًا في سماء الدبلوماسية الموريتانية، مقرونًا بالكفاءة والانضباط والنجاح. لم يكن مجرد سفيرٍ يمثل بلاده، بل كان صوتها الرصين وصورتها المشرقة، يسعى بصمتٍ وأداءٍ رفيع لترسيخ حضورها، وفتح الآفاق أمام علاقاتها الدولية، وتعزيز مكانتها بين الأمم.

عرفته الأوساط الدبلوماسية رجل المهام الصعبة، يتعامل مع التحديات بحكمةٍ وثقة، ويقود الملفات الكبرى بعقلٍ استراتيجي متوازن. وفي أنقرة، واصل مسيرته بعزمٍ متجدد، فنجح في توطيد العلاقات بين موريتانيا وتركيا، وتعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي، مستندًا إلى رؤيةٍ تقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.

ومع انشغاله بالعمل الدبلوماسي رفيع المستوى، لم يغب السفير ولد حمادي عن وطنه وأهله. فقد ظلّ حضوره فاعلًا في ولاية الحوض الشرقي، خصوصًا في بلدية أمّ افنادش، حيث دعم المشاريع التنموية، من بناء السدود والمدارس والنقاط الصحية، إلى مساعدة الأسر الضعيفة وتمويل المبادرات المحلية. كان يفعل ذلك في صمتٍ ونكران ذات، مؤمنًا بأن العمل الصادق لا يحتاج إلى إعلانٍ، بل إلى أثرٍ باقٍ في حياة الناس.

ويجمع سكان الولاية على أن السفير سيد أحمد البكاي ولد حمادي لم تغيّره المناصب، ولم تُغره الأضواء، فظلّ قريبًا من الناس، يشاركهم أفراحهم وأتراحهم، متلمّسًا احتياجاتهم، ومجسّدًا صورة المسؤول الوطني الحقّ الذي يرى في المنصب وسيلةً لخدمة الوطن لا غايةً للوجاهة.

وفي الخارج، كان أبًا للجالية الموريتانية في تركيا، يتابع شؤونها برعايةٍ واهتمام، ويقف إلى جانبها في كل المواقف، جامعًا بين الحكمة الرسمية والرحمة الإنسانية، فاستحقّ منهم المحبة والتقدير.

لقد جسّد السفير سيد أحمد البكاي ولد حمادي طوال مسيرته معنى الولاء للوطن والإخلاص في العمل، مؤكدًا أن خدمة البلاد لا تُقاس بالمواقع، بل بالأثر والإنجاز. ومن هنا، يرى المراقبون ومعهم أبناء الحوض الشرقي أن تثمين هذه الجهود وتقدير هذا العطاء الصادق يقتضيان إنصاف الرجل بتعيينه في منصبٍ وزاريٍّ أرفع، ليواصل من موقعٍ جديدٍ ما بدأه من عطاءٍ ونزاهةٍ وتميّزٍ.

فهو ليس مجرد دبلوماسي ناجح، بل ضمير وطنيّ حيّ، ورمزٌ من رموز الإخلاص والوفاء لموريتانيا، حملها في وجدانه أينما حلّ، وظلّ يعمل لها بصمت الكبار الذين يصنعون المجد بالأفعال لا بالأقوال.

محمد/عبدي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى