أخبار كوركولأخبار وتقاريرمميز

مهرجان التماسك والتنمية بمونكل.. بين شعارات الوحدة وحساسيات الواقع

الشروق نت – مونكل

في أجواء يطبعها الترقب والجدل، احتضنت مقاطعة مونكل مهرجان “التماسك والتنمية” الذي أكد منظموه أنه يقام تحت إشراف رابطة منتخبي مقاطعة مونكل، التكتل الذي يرأسه النائب أحبيب ولد أجاه، والذي تشير مصادر خاصة لـ الشروق إلى أنه الممول الرئيسي للتظاهرة.

ورغم أن الرابطة تقدم نفسها بوصفها مظلة جامعة لكل منتخبي المقاطعة، بمختلف انتماءاتهم السياسية، على قاعدة السعي لتنمية المنطقة وتعزيز وحدة صفها، فإن بعض اللافتات المرفوعة باسم بلديات محددة خلال المهرجان بدت كاشفةً عن هشاشة هذا التماسك، وطرحت تساؤلات حول مدى واقعية خطاب الوحدة الذي تتبناه الرابطة.

المفارقة الأبرز تجلت في تسلسل الكلمات الرسمية؛ إذ ألقى  النائب سيدي ولد غابر  كلمة الرابطة، بعد أن كان النائب أحبيب ولد أجاه ، و هو رئيس الرابطة ، قد ألقى كلمة سابقة، في مشهد اعتبره مراقبون مؤشرًا على حساسية التوازنات داخل هذا الكيان .

وقد افتتح فعاليات المهرجان والي ولاية كوركول السيد محمد المختار ولد عبدي، بحضور السلطات الإدارية والأمنية،  و اغلب أطر مقاطعة مونكل،  غير أن مستوى الحضور الجماهيري لم يرق إلى سقف التوقعات، حسب مصادر متطابقة.

وزاد من حدة الجدل قرار المنظمين الاعتماد على منصة إعلامية عبر “فيسبوك” من خارج الولاية لتغطية الحدث، في تجاهل غير مبرر – بنظر متابعين – للمؤسسات الإعلامية المحلية، وهو ما قرئ على أنه محاولة لتفادي إظهار حقيقة المشهد على الأرض.

على شبكات التواصل الاجتماعي في ولاية كوركول، تباينت ردود الأفعال بشكل لافت: فريق رأى أن المهرجان حقق نجاحًا مقبولًا في ظل الظروف الحالية، بينما اعتبره آخرون فشلًا في إخراج فكرة التماسك والتنمية من دائرة الشعارات المعلقة إلى واقع ملموس،  وهناك من ذهب أبعد من ذلك، فرأى فيه مجرد نشاط فردي مؤطر باسم جماعي، يعكس أكثر مما يخفي من تناقضات.

وبين خطاب الوحدة المعلن، وإشارات الانقسام التي أطلّت من بين السطور واللافتات، يبقى مهرجان مونكل محاولة جديدة لاختبار قدرة الرابطة على التحول من واجهة سياسية إلى منصة فعلية للتنمية، وهي معادلة ما تزال بحاجة إلى برهنة على أرض الواقع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى