انسحاب USAID يربك إفريقيا ويهدد الأمن الغذائي

الشروق نت / كشفت صحيفة لوموند الفرنسية أن الطريقة “الوحشية” التي أنهت بها الولايات المتحدة عمل وكالتها للتنمية الدولية (USAID) تسببت في صدمة قوية داخل عدد من الدول الإفريقية، في ظل تحول جذري في سياسة المساعدات الخارجية تبنّته إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ووصفت فيه تلك المساعدات بأنها مجرد “هدر للمال العام”.
القرار، الذي صدر يوم 20 يناير الماضي، أثار موجة من الاحتجاجات على الساحة الدولية، لكن البيت الأبيض تمسك بموقفه، مؤكداً أن المليارات التي ضُخت في برامج التنمية لم تحقق أهدافها، بل ساهمت – بحسب تصريحات وزير الخارجية مارك روبيو – في “تعزيز حالة عدم الاستقرار وتغذية المشاعر المعادية لأمريكا”.
ووفق الصحيفة، فإن السياسة الجديدة تعتمد مقاربة أكثر تشددًا، إذ سيتم تقليص المساعدات وجعلها مشروطة ومحدودة الأجل، مع التركيز على دعم المشاريع الخاصة، لا سيما تلك التي تصب في مصلحة الشركات الأمريكية، مع اشتراط استعداد الدول المتلقية للسير نحو الاعتماد على الذات.
هذا الانسحاب المفاجئ ترك آثارًا مقلقة على الأرض، حيث أعلن برنامج الأغذية العالمي عن تقليص عملياته في كل من موريتانيا ومالي وجمهورية إفريقيا الوسطى، محذّرًا من احتمال نفاد المخزون الغذائي في سبع دول بغرب إفريقيا بحلول سبتمبر المقبل، ما لم يتم تأمين تمويل عاجل.
ورغم تمكن الكونغرس الأمريكي في 18 يوليو من الحفاظ جزئيًا على تمويل برنامج “بيبفار” المخصص لمكافحة الإيدز – وهو برنامج أُنشئ سنة 2003 في عهد جورج بوش الابن – إلا أن الصحيفة ترى أن هذه الخطوة غير كافية لتغطية الفجوة الكبيرة التي خلفها انسحاب USAID.