أخبار وتقاريرمميز

مستشفى كيفة… صرحٌ صحي يُعيد رسم خريطة الرعاية في الشرق الموريتاني

الشروق نت (كيفة ) – يشهد مستشفى كيفة، منذ افتتاحه سنة 2016، تحولًا نوعيًا جعله إحدى أبرز المحطات العلاجية في ولايات الشرق الموريتاني، بل وصار مرجعًا طبيًا يقصده المرضى من ولايات الحوضين، لعصابه، وتكانت، لما يتمتع به من بنية تحتية متطورة وخدمات صحية متخصصة. 

وقد تم تشييد هذا المستشفى على مساحة تُناهز 50 ألف متر مربع، نُفذت منشآته وفق أحدث المعايير المعمارية والفنية المعتمدة في بناء المؤسسات الصحية، حيث تشغل مبانيه قرابة 60% من المساحة، بطاقة استيعابية تصل إلى 200 سرير، موزعة على مختلف الأقسام الحيوية.

ويضم المستشفى تخصصات طبية متنوعة، تشمل الجراحة العامة وجراحة الأعصاب، وطب الأطفال، والنساء والتوليد، وأمراض القلب، والجهاز الهضمي، والأمراض الباطنية، كما يحتوي على جناح معزول خاص بالأمراض المعدية، ومركز إنعاش عصري بمواصفات دولية.

مخبر متكامل ونظام رقمي متطور

ويتوفر مستشفى كيفة على مختبر طبي مجهّز يُجري جميع أنواع الفحوص والتحاليل، بالإضافة إلى وحدات تصوير شعاعي متكاملة تشمل الأشعة  والصدى وغيرها، فضلًا عن نظام معلوماتي رقمي يُعتمد عليه في إدارة الملفات الطبية، وضبط حركة المرضى، وتقدير الاحتياجات، وضمان الشفافية في التسيير، وهو ما مكّن الإدارة من تحسين الخدمات، وتطوير الأداء بشكل منهجي.

كفاءات بشرية وتسيير محكم

يعمل في المستشفى طاقم يفوق 400 موظف، من بينهم ثلاثون طبيبًا ما بين أخصائيين وعامين، إلى جانب عدد معتبر من الممرضين والفنيين وعمّال الدعم والنظافة، ويُسجَّل للمؤسسة حسن توزيع الطواقم بما يضمن الاستجابة الفورية للمرضى، واستمرارية الخدمة على مدار الساعة.

ويُجمع المراقبون والمهنيون على أن الإدارة الحالية للمستشفى، بقيادة مديره العام،  الذي واكب تأسسيه لأول مرة ، وكان أحد المشرفين عليه ، تستحق إشادة خاصة نظير ما بذلته وتبذله من جهود ملموسة في تطوير المنشأة، وتحسين بيئة العمل، وفرض نظام داخلي صارم يوازن بين الانضباط الإداري وجودة الخدمة، في ظرفية صعبة ومحيط مليء بالتحديات اللوجستية.

وقد نجحت الإدارة، عبر رؤيتها الطموحة، في تحسين مستوى التكفل بالمرضى، وتخفيف الضغط عن المستشفيات المركزية في نواكشوط، مع ضمان الرعاية للمحتاجين والمعوزين، دون تمييز، ما أكسب المستشفى سمعة طيبة وموثوقية متزايدة في أوساط السكان.

إقبال متزايد وتحديات قائمة

يشهد المستشفى إقبالًا متناميًا يومًا بعد يوم، بسبب تنوع الاستشارات الطبية وجودة العلاجات والجراحات المقدمة، حيث تُسجَّل مئات الحالات يوميًا، في مشهد يُبرز تحول المنشأة إلى قطب صحي إقليمي بامتياز.

لكن، رغم النجاحات المحققة، لا تزال المؤسسة تواجه تحديات حقيقية، أبرزها الاعتماد الدائم على صهاريج المياه لعدم وجود شبكة مائية رسمية، وصعوبة صيانة التجهيزات بسبب غياب كفاءات محلية متخصصة، إضافة إلى الكلفة العالية للمواد والتقنيات، وهو ما يُرهق الميزانية التشغيلية للمستشفى.

كما تعاني الإدارة من بعض مظاهر عدم الالتزام من طرف المراجعين بقواعد النظافة والانضباط، وهو ما يُعرقل في بعض الأحيان سير العمل داخل المرافق، ويضاعف من جهود التنظيف والتعقيم.

في ضوء ما تحقق من إنجازات وما أُنجز من بنية وتطوير بشري ولوجستي، يمكن القول إن مستشفى كيفة أصبح بحق نموذجًا صحيًا يُحتذى خارج العاصمة، رغم التحديات. وتبقى الحاجة قائمة إلى مزيد من الدعم الحكومي واللامركزي لتعزيز قدراته، وتوسيع خدماته، وتأمين موارده، حتى يواصل أداء رسالته النبيلة في خدمة صحة المواطن الموريتاني بكرامة وكفاءة.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى