اتفاق لدراسة إمداد الجزائر موريتانيا بالنفط والغاز

الشروق نت / تدرس الجزائر وموريتانيا إمكانية استفادة نواكشوط من إمدادات النفط والغاز من الجزائر، في الوقت الحالي، لسد احتياجاتها إلى حين تطوير إنتاجها المحلي، فيما تحاول موريتانيا الاستفادة من التجربة الجزائرية ومرافقتها الفنية، لتعزيز قدراتها للاستكشاف والإنتاج المحلي.

ووقعت الشركة الموريتانية للمحروقات اليوم الخميس، اتفاق تعاون مع مجمع سوناطراك، يتعلق بدراسة إمكانية تموين الجزائر للجانب الموريتاني بالمحروقات والمنتجات النفطية، وبحث فرص التعاون في مجال الامداد بالمحروقات والمواد البترولية وبناء وتسيير البنى التحتية لنقل وتخزين وتوزيع المحروقات للاستهلاك المحلي بما في ذلك المواد البترولية، وكذا التعاون بين الطرفين في أنشطة الاستكشاف والإنتاج.

ويمثل هذا الاتفاق، بحسب مدير سوناطراك الجزائرية رشيد حشيشي، تجسيداً للإرادة المشتركة لتعزيز التعاون الطاقوي بين البلدين، وخطوة نوعية لشراكة استراتيجية بين المؤسستين، ووضع إطار لدراسة فرص التعاون في مجالات حيوية تخص استغلال احتياطات المحروقات الجديدة في موريتانيا، مشيراً إلى أن موريتانيا ستستفيد من “نقل التكنولوجيا وتطوير برامج أبحاث مشتركة في مجال الطاقات البديلة مثل الهيدروجين، بما يفتح آفاقاً واعدة وجديدة نحو مستقبل طاقوي، ويعزز الحضور القاري لسوناطراك وترسيخ مكانتها كفاعل رئيسي في صناعة الطاقة”.

من جانبه، عبّر مدير الشركة الموريتانية للمحروقات إسماعيل عبد الفتاح عن ارتياحه للاتفاق الذي سيسمح لشركة سوناطراك بالمشاركة في التنقيب واستكشاف وتطوير الحقول النفطية والغازية الموريتانية، وكل مجالات صناعة النفط والغاز، مشيراً إلى أن هذا الاتفاق سيجسد على أرض الواقع في أقرب الآجال، نظراً للرغبة المشتركة في تطوير التعاون.

وتواصل موريتانيا خطوات الاستفادة من التجربة الجزائرية في مجال استكشاف النفط والغاز، وكيفية إنجاز البنى التحتية، في سياق محاولات متجددة لإرساء قاعدة لصناعة النفط والغاز وتطوير منشآتها، بعد الاكتشافات الأخيرة في البلاد.

ووقع الاتفاق عن الجانب الموريتاني إسماعيل عبد الفتاح، وهو يتضمن أيضاً استفادة الطرف الموريتاني من خبرة سوناطراك قصد ترقية قطاع النفط في موريتانيا، ونشاطات الاستكشاف والإنتاج في البر وعرض البحر وتمتد إلى تبادل الخبرات والمعلومات، حيث سيستفيد كوادر الشركة الموريتانية للمحروقات من التدريب وتطوير المهارات المهنية وتكوينهم ومرافقتهم من طرف خبراء من سوناطراك، ومن توجيهات تطبيقية وارشادية في المواقع التابعة لسوناطراك وتبادل المعلومات والبيانات المتعلقة بالأحواض والحقول، حول أليات التسيير ومراقبة الجودة ومراقبة البيانات وإنشاء غرف البيانات.

ويشمل الاتفاق دراسة فرص إنشاء مخابر مختصة، وإمكانية إنجاز بنى تحتية لنقل وتخزين المحروقات والمنتجات النفطية، وإنشاء شركة مختلطة لتطوير قطاع المصب النفطي، إضافة إلى تبادل المعارف التكنولوجية وتطوير برنامج أبحاث مشترك حول الهيدروجين الأخضر والأبيض، ومصادر الطاقة البديلة.

وتعزز التفاهمات السياسية القائمة بين البلدين منذ عام 2020، التوجه نحو تعزيز التعاون في مجال الطاقة وبناء مشاريع مستقبلية بالغة الأهمية، حيث تشرف شركة سوناطراك الجزائرية في الوقت الحالي على تطوير عدد من حقول النفط والغاز الموريتانية، كما تتطلع الجزائر ونواكشوط إلى بناء خط أنابيب للغاز يربط بين البلدين، خاصة مع بدء الإنتاج من مشروع الغاز في حقل السلحفاة أحميم الموريتاني السنغالي.