تحقيق : متنفذون فاسدون وراء بيع الكتب المدرسية في السوق السوداء.. الحلقة الثانية
الشروق نت/ يوجد في ولاية نواكشوط الغربية 12 كشكا لبيع الكتب المدرسية، 2 منها في مقاطعة السبخة، بينما تتوزع 10 أكشاك على مقاطعات تفرغ زينة و لكصر ، و هي المراكز الوحيدة التي حددها المعهد التربوي الوطني لبيع الكتب المدرسية، في الولاية، و رغم ذالك فإن السوق المركزي (كبتال) ، هو (الكشك) الأهم في عموم ولاية نواكشوط الغربية، بل في كل موريتانيا، و هو الوجهة الأكثر إقبالا ، من طرف أولياء التلاميذ، لشراء الكتب المدرسية لأبنائهم بعد استحالة الحصول عليها في أكشاك المعهد التربوي، خاصة في ولايات نواكشوط الغربية و لعصابة و تكانت ، رغم حصول كل ولاية على نسبتها المحددة لها ، من طرف المعهد حسب مصادر الشروق ..
السالم ولد سيدي محمد ، التقته الشروق ، عند المدخل الشمالي الشرقي للسوق المركزي (كبتال) ، رفقة إبنيه، أثناء شرائه لبعض الكتب المدرسية،.. و سألناه لماذا يلجأ إلى السوق السوداء لشراء الكتب المدرسية، و هي متوفرة في الأكشاك التابعة للمعهد التربوي الوطني ..؟!
فأجاب : منذ أسبوع و أنا أحاول شراء الكتب المقررة على إبنيّ ، و زرت خلال محاولاتي تلك عدة أكشاك تابعة للمعهد التربوي الوطني، لكن دون جدوى ، فالرد كان دائما ذوك (فارقين ظرك) ، على الرغم من حملة التوزيع المجاني لـ 1.650.000 كتاب مدرسي على تلاميذ السنة أولى والثانية أساسي، بالإضافة إلى توفير 1.440.200 كتاب موزعة على الأكشاك التربوية بالولايات ، والتي أشرفت عليها وزيرة التربية منذ يومين فقط ، و مع ذالك ها أنتم ترون أنها لا تتوفر إلا هنا ، و بجميع أنواعها ، و لكل المستويات الدراسية أيضا ، لكن بأسعار باهضة جدا ، مقارنة بالسعر الذي حددته الدولة لكل كتاب ..
و أضاف سيدي محمد ، دائما ما أطالع على المواقع الإخبارية و و سائل التواصل الاجتماعي، أن بعض مسؤولي مؤسسات الدولة يخضع لتحقيق حول شبهات فساد ، لكن ما هو أمامنا ، أعني هذه الكتب المدرسية و التي أنا مضطر لشرائها الآن بسبب فساد من باعوها لهؤلاء التجار ، ليس شبهة فساد ، بل هو تلبس بالفساد و سرقة المال العام، ودليل مادي ملموس يجب أن يحاسب عليه كل الضالعين فيه ، بل يجب على الدولة أن تفتح تحقيقا جديا في الموضوع، … و الذي يؤكد مما لا شك فيه أن مسؤولين في المعهد التربوي الوطني هم من أوصلوا الكتب المدرسية إلى السوق السوداء، فهم وحدهم المسؤولون عنها ، و هم من يستطيعون توفيرها لتجار الكتب ..
الإدارة الجهوية للمعهد التربوي الوطني في نواكشوط الغربية .. و للقصة بقية ..
..يتواصل
.