إيران..الغباء الديبلوماسي / الدده محمد الأمين السالك
الشــروق / قاسم سليمانى جنبا إلى جنب مع قادة المليشيات الطائفية فى العراق المعروفين بموالاتهم المطلقة لإيران..سكان المناطق السنية يهجرون وتختطف المليشيات شبابهم وتعدمهم فى “حفلات”إبادة جماعية معلنة على رؤوس الأشهاد..حملة منسقة بشكل منهجي يقودها برلمانيون إيرانيون وآخرون من “البرلمان” العراقي تطالب بطرد سفير المملكة العربية السعودية فى العراق!!!.
هذه هي ملامح المشهد العام فى العراق وهو مشهد يوضح طبيعة الاحتلال الإيراني للعراق.
إن ما يطلق عليه البرلمان العراقي مجرد واجهة إيرانية تنفذ أجندة خامينىئى والحشد “الشعبي”ذراع من الأذرع العسكرية الإيرانية- مثل حزب الله فى لبنان والحوثيين فى اليمن- والمعدة أصلا لزعزعة الاستقرار فى الشرق الأوسط والخليج العربي تمهيدا لتنفيذ المخطط الفارسي التاريخي القديم المتمثل فى احتلال الجزيرة العربية وخاصة بلاد الحرمين الشريفين.
وأمام إصرار إيران على تنفيذ مخططها العدواني تحركت السعودية لحماية سيادتها فحققت هدفين أساسيين مما اعتبره الإيرانيون ناقوس خطرعلى أطماعهم لأنه أسس لإحباط مخططهم المركزي للسيطرة على المنطقة:
1- الهدف الأول:التغيير الاستراتيجي فى منهجية وأسلوب التعاطى مع أحداث المنطقة الذى أحدثه التدخل المفاجئ للتحالف العربي الذى قادته السعودية فى اليمن دون سابق إنذارودون أن تستشير أيا كان مما أربك الإيرانيين الذين لم يتوقعوا يوما وجود هذا التحرك وأغاظ الآمريكيين الذين اعتبروه خروجا على المألوف وتجاوزا لرؤيتهم التى تنطلق من فرضية أن قرار المنطقة ومصيرها بأيديهم.
السعودية يبدو أنها تنظر بمنظارخارج تصور الحلف الآمريكي الفاريسي هو منظار السيادة الوطنية واستقلال القراربعيدا عن دوائر التأثيرات الخارجية.
2 – الهدف الثانى:هو إعادة الاعتبارلعروبة العراق التى ظنت إيران أنها امحت من الخريطة السياسية والنفسية وأن العراق أصبح إيرانيا خالصا.
لقد كان للتدخل الإغاثي السعودي دور محوري فى انحسار عوامل اليأس التى حاولت إيران أن تسيطر بها على نفوس العراقيين فظهر المزاج الشعبي العام فى العراق على طبيعته العربية وهذا ما أزعج الإيرانيين وعملاءهم فى العراق وأربك مخططاتهم الصفوية التى كانت تريد محاصرة السعودية من خاصرتيها:العراق من الشمال واليمن من الجنوب فجاء التحالف العربي ليدمرها من الجنوب والتدخل الإغاثي السعودي ليجهضها من الشمال .
تحقيق هذين الهدفين قطع الطريق على الحلم الإيرانى وهو ما سبب الهستيريا التى اجتاحت الإيرانيين وعملاءهم فى العراق وجعلتهم يطاليون بطرد السفير السعودي فى بغداد.
مطالبة البرلمانيين الإيرانيين بطرد سفير عربي من بلد عربي يفترض أن له سيادة وقاحة وغباء ديبلوماسي وتحد للعراقيين الذين لم تدنسهم العمالة لإيران وتدخل مفضوح فى شؤون العراق الداخلية..أما التناغم المخزي مع هذا الموقف من طرف “برلمانيي”نورى المالكي فهو غباء سياسي يفضح أصحابه بتبعيتهم للأجنبي لأنه يظهر عمالتهم للفرس بدون رتوش.
السعودية وجدت نفسها تتعرض لعدوان يهدد سيادتها ووحدتها ومحيطها الإقليمي فى ظل تخال من كانت تعتبرهم “حلفاءها”فتحملت المسؤولية وتحركت لحماية نفسها من جهة وللقيام بواجبها تجاه أشقائها فى اليمن والعراق.