المفتري (ولد احمين أعمر) في عين الإعصار (حق الرد )
“إذا لم تستح فاصنع ما شئت “وقل ما شئت .. هكذا دائما أصحاب النفوس المريضة والأغراض الوضيعة .. في ورطة ونَوطَة ..يقتاتون على إشاعة الخلاف وإثارة السوء والنيل من الأعراض ..
وصدق من قال:( إذا رقَّ دين العبد وقلَّ ورعه أطلق لسانه في أعراض الفضلاء .. )
بسخرية لا معنى لها, ولا مردود لأثرها , إلا في نفوس الحاقدين ..
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى … حتى يراق على جوانبه الدمُ
والظلم من شيم النفوس فإن تجدْ … ذا عفةٍ فلعلةٍ لا يظلم
ومن العداوة ما ينالك نفعُه … ومن الصداقة ما يضر ويؤلم
في هذا الزمن قد لا يعجب المرؤ حين ينطق الرويبضة ويستعلي السفهاء ويتصدر من لا يعرف قبيلا من دبير ..
لكن عندما يتطاول سفيه مغمور للنيل من أعراض وأمجاد قبيلة ..كتب الله لها سعدا باسما, وعزا متناسبا متناسقا , وثناء لا يحصى وإن اتسع نطاقه وجاشت آفاقه .. سلكوا بشيم الفضل طرقاَ , وسموا بالبرّ نحو السعادة الكبرى .. فجمعت لهم بين عزّ الدنيا وشرف الأخرى ..
عجبا ً كيف يلمز ( ابن حمين أعمر ) لقبيلة بهذا المجد والسؤدد .. فيُعرِّض بها في مقال لا ناقة لهم فيه ولا جمل .. وهو يعرف حقيقة نفسه وجرثومة أصله ..
إذا وصف الطائي بالبخل مادر … وعيّر قسا بالفهامة باقل
وقال السها للشمس أنت خفية … وقال الدجى يا صبح لونك حائل
وطاولت الأرض السماء سفاهة … وفاخرت الشهب الحصا والجنادل
فيا موت زر إن الحياة ذميمة … ويا نفس جدي إن دهرك هازل
ثم إن هذا الدَّعي الساخر لم يكن لهمزه ولمزه ..أين مستند في التاريخ .. لا في ما كتب ابن خلدون ولا البكري ولا الإدريسي ولا حتى في رحلات ابن بطوطة والمقريزي..قصص وأهواء وبعض أحاجي الكهول والعجائز ليس إلا !!
أيها الدعي : كيف يُجمِع المؤرخون أن كنوال وادٌ فسيح المروج والجِنان ..عظيم النخل والأفنان..ولا يكون أهله عظماء !!
كيف تَجرأُ على قبيلة ذَكَرَ مَنْ كَتَبَ في التاريخ أنها أسّست وادان ..وبَنَتْ صروح شنقيط وملكت البروع والفيافي في آدرار .. ولم يذكرها التاريخ إلا بخير .. ؟
وإِذا طلبتَ المجدَ أَين مَحَلُّه …فاعمد لبيتِ ربيعةَ بنِ حُذارِ
يَهَبُ النجيبة والجَوَادَ بِسَرْجِهِ ….والأُدْمَ بَين لواقِحٍ وعِشارِ
هل وجدت أيها المفتري : وأنت عاكف مسترسل في نبش كتب العجائز ..تبحث عن سقطات مزعومة من العصور الخوالي..لأسلاف قضوا وإلى ربهم مضوا ؟..أن هذه القبيلة النبيلة ( تيزكه ) أخرجوا من ديارهم قهرا ؟ هل عاشوا يتكففون الناس ذلا وفقرا ؟ أم أن الخير وفير والمال كثير ؟ يُقْرون الضيف ويطعمون البائس الفقير؟ ألم تسأل نفسك ما سرّ هذا الصمود ؟ والذكر المحمود ؟ رغم عاديات النوائب ؟
لساني وسيفي صارمان كلاهما … ويبلغ ما لا يبلغ السيف مذودي
فلا المال ينسيني حيائي وعفتي … ولا واقعات الدهر يفللن مِبْرَدي
أيها الدّعي : ألا تستحي من نفسك وأنت تروي حكاياتك المضحكة .. ( جلبوا شجرة نسبهم وحجرا ًمن البقيع .. ) ما هذا التخريف .. أي شجر وأي حجر ؟ الأنساب ليست بضاعة تجلب ..تباع وتشترى ؟ لقد أوقعت نفسك في تنافض لاينفك ولا ينقضي ؟ ..ووضعتها موضع الريبة والشك ؟
ثم لماذا تتخلى قبيلة عريقة أصيلة مثل (تيزكه) عن أصلها .. وتأخذ أصلا تخلى عنه أهله .. وجلبوا مكانه شجرا وحجرا !! أي سفه هذا ؟
إذا ساء فعلُ المرء ساءت ظنونُهُ … وصدَّقَ ما يعتاده من تَوَهُّم
وَعَادَى مُحِبِّيهِ بقول عُدَاتِه … وأصبح في ليل من الشك مُظلم
ثم في أي شابهت الأشراف ؟ في دين ؟ أم خلق ؟ ولسانك مسلط على أعراض المسلمين ..
ألا تعلم أن ادعائك الشرف معصية تفوق المعاصي ؟ وأن صاحبها يجر يوم القيامة بالأقدام والنواصي ؟.. ألم تسمع قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ أَوْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : «مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُ .. فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حرَام»
هل سمعت يوما هذا الوعيد والنكال ؟ ألا تعلم أن الإنتساب إليه ( عليه الصلاة والسلام )من غير بينة ولا برهان ..كالكذب عليه ..
كان الأولى والأجدر والأمثل .. بشخص مثلك جاور قوما وعاشرهم كابرا عن كابر .. أن يحفظ لهم حسن العشرة وحقّ الجوار .. ويتأدب مع أسلافهم بالدعاء والرحمة وحسن العهد ..
أرى خللَ الرماد وَميض نار … وأخشى أن يكون لها ضرامُ
فإن لم يطفها عقلاء قوم … يكون وقودها جثث وهَاُم
هذا غيض من فيض ..والبادئ أظلم ..والله أجل وأعلم ..صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
توقيع : مجلس الدفاع عن القبيلة .