من قال أن الانتفاضة ماتت فقد كذب .. / محمد فاضل محمد سالم
الشروق / أكد أبطال ومقاتلوا الصف الأمامي في مواجهة المحتل من أبناء وبنات الشعب الصحراوي في المناطق المحتلة بأنهم أسياد الميدان، وأنهم عندما يشمرون عن سواعدهم في العيون ترتعش فرائص الرباط، وعندما يزأرون كالأسود تتأرنب أجهزة القمع المغربية التي هي أذل من الحبارى.
هذا ما شهد عليه العام والخاص يوم أقسموا أن يرفع العلمان المخضبان بدماء شهداء الثورتين الصحراوية والجزائرية بشوارع العيون وغيرها من المدن المحتلة رغم أنف العدو وأمام أعين قوات قمعه على إثر التكريم الذي انتزعه “الخضر” ليس للجزائر وحدها بل لكل الوطن العربي.
لقد وجه أبطال وبطلات الخط الأمامي من المواجهة مع المحتل المغربي يوم الجمعة الماضي عدة رسائل لمن يراهن على ضعف الانتفاضة وتفريق صفها وإلهائها في أمور هامشية، بل وصل التطاول لدى البعض حتى ادعى أن روح النضال قد ذبلت وحماس الوطنيين قد انخفض وأن نهايتها هي قضية وقت.
فأكدت أن البركان الهامد لا يعني أنه لن ينفجر يوما وأن تحت الرماد هناك نار، الصحراويون الطيبون الرحماء في ما بينهم شداد غلاظ على أعدائهم ومن يريد ظلمهم واحتقارهم، فخروجهم يوم جمعة “الخضر” بشبابهم وشيبهم بنسائهم وأطفالهم دفعة واحدة وبقوة جماهيرية فاجأت المحتل وأربكت حساباته وسفهت أكاذيب مخبريه وعملائه من الصحراويين بائعي الضمائر وأسمعت من به صمم بأن مبادئ وقيم وأهداف ثورة ال20 ماي في دم كل صحراوي صحراوي وأن الاستقلال الوطني لا محيد عنه طال الزمن أم قصر، وصدق الزعيم الجزائري الشهيد العربي بن امهيدي حيث قال: “ارم الثورة في الشارع يلتقطها الشعب”؛ فهكذا جيل جديد من الشباب يواصل بفخر انتفاضة الاستقلال ولن ترهبه قوات مقنعة أو مكشوفة خاصة أو عامة قادمة من الرباط أو خنيفرة فكما واجه آباءه في السبعينيات قوات “السيمي” التي كان المقبور الحسن الثاني يخيف بها المغاربة سيعرف كيف يواجه قوات المقنعين التي ماهي إلا نمور من ورق.
فتحية إلى بطلات وأبطال الساحات والميادين الصامدين في الخطوط الأمامية وبالإحتكاك المباشر مع العدو تلقنونه دروس الإباء والشهامة وترفعوا بذلك هامات شعبكم وتعززون وحدته وشموخه، في نفس الوقت تشجعون الشعب المغربي على كسر حاجز الخوف من سلطة المخزن الملكي الذي هو اليوم أهون من بيت العنكبوت.
لقد أكدتم يا أهلنا في المناطق المحتلة لكل يائس قنوط متخاذل من الصحراويين قبل العدو بأن من قال أن الانتفاضة قد ماتت فقد كذب.