هل بقى حامل مبدأ ممن كانت تعج بهم الساحات ؟!/ التراد ولد سيدي
في ستينات القرن العشرين تفجر وعي الشباب الموريتاني الباحث عن حياة جديدة تنسجم والأفكار الثورية التي تلف الكون كله من ماركسية ومن شعارات التحرر من الاستعمار في الهند الصينية وآمركا اللاتينية وإفريقيا( الثورة الحزائرية وغيرها )؛ومن النضال ضد الميز العنصري في جنوب إفريقيا وردوسيا ( زنبابوبي ) وكانت أفكار عبد الناصر وتأميمه لقناة السويس ،والعدوان الثلاثي الذي وقع على مصر ، ومقاومة عبد الناصروصموده وانتصاره ،وافكار البعث العربي الاشتراكي ،والقوميين العرب ..
ضمن هذه الاجواء بدأ وعي الشباب الموريتاني ينتشر في كل الاوساط انطلاقا من الوسط المدرسي معلمين واساتذة وتلاميذ ،لقد كانت التيارات الفومية هي البداية أولا في الانتشار قبل نكسة ١٩٦٧ التي كانت بداية تخل واسع عن القومية هي واحداث أخرى عالمية مثل ثورة الطلاب ١٩٦٨ في فرنسا ،ورافق ذلك بدؤ انتشار أفكار ماوتسيتونغ الزعيم الصيني الذي قاد المسيرة الكبرى التي انتصر فيها الحزب الشيوعي الصيني، وصارت له السلطة في البر الصيني فكان الكتاب الاحمر ومؤلفات ماوتسيتونغ ذات تأقير كبير في شباب موريتانيا ،،ورافق ذلك صعود ونتشار أفكار اليسار الجديد ،لفيدل كاسترو واتشيغفارا في كوبا واتشيمني في فيتنام و أفكار اتروتسكية ،كل هذه التيارات والافكار تفاعلت مع الأنكسار والصدمة التي حدثت ١٩٦٧ فلم يستطع جزء كبير من التيار القومي تحمل ذلك ،فبدأ التحول الهائل إلى الماركسية الليلينية في المشرق العربي ،وبدأ التحول إلى الماوية و اليسار الجديد في موريتانيا كما كان هناك سبب إضافي لايمكن إغفاله ،سهل توجه الشباب الموريتاني للماوية هو الصراع الذي كان يجري بين التيار القومي العربي والتيار الزنحي الذي خوف من التعريب واعتبره إيذانا بسيطرة المتعربين كماكان يقال لهم آن ذاك !!
لقد كانت التيارات التحررية في موريتانيا أكثريتها يتبنى الماركسية الماوية لان أغلبية من كانو قوميين ناصريين تحولوا مع تيار كببر من التيار القومي الزنجي تحولو إلى ماكان يعرف بالكادحين ،و تمسكت العناصر القومية البعثية والناصرية بتوجهها وصارت تتنافس مع الكادحين حول القرب من الشعب وحول حمل مطالبه وحاجاته،وتنافس مع الكادخين في الثوريةوتبني قيم الامانة والنظافة ونكران الذات والا ستعدادللتضحية ،..
لقد كان التيار التقدمي كله في الحقيقة تيارا واحدا تتوحد شعارته ومطالبه وسلوكياته ويختلف في مسائل أكثرها شعاراتية ،لقد كان الحميع يرفضون الاستغلال والظلم والسيطرة والاستعباد ،كانوا لايعرفون قبيلة احد ولايهمهم من اية اسرة يتحدر افرادهم ،لم يكن كل التيارات في مستوى واحد من الوعي ومن النضالية والتمسك بالمثل العليا لكنهم كانو اجميعا يتبنون توجها مثاليا ويظهرون جميعا تخلي كلي عن الافكار البائدة والتصرفات غير الصحيحة..كنا نحس بضعف التيار التقدمي أمام تماسك القيم البدوية التراتببة والعبودية وافكارها المتخلفة ، ،وكنا نرى تفاوتا كبيرا بين أهل التيار الواحد في وعيهم وتمسكهم بالقيم التي يتبنونها لكننا لم نعتقد أن هذا التيار الثورى النظيف سيتحول في مدة قصيرة إلى قوة رجعية تمارس من الفساد مالم يمارسه ترجمان فرنسي وإبن ترجمان وميحيطه.الفاسد،،
لقد كان مد انتشار الوعي مستمرا قبل ان يقرر المغفور له المختار بن داداه تبني توجهات وطنية كانت حلما ومطلبا للتيارات التقدمية مثل تأميم شركة الحديد ( مفرما ) وسك عملة وطنية بدل الإفرنك الأفريقي وخطوات أخرى كثيرة لقد كانت قرارات المختار بمثابة حقنة مخدرة شلت حركة القوى الوطنية بكل تنوعاتها ،ومع قرار حزب الكادحين الأندماج في حزب الشعب أطبق السكون والذهول على كل التيار ، وارتبكت القيادات .وبدأ أكثرية من كانو يتبنون شعارات التحرر من تأثير الافكار المتخلفة والسلوكيات الرجعية بدؤو يندمحون مع غيرهم ولم يبقى متمسكا بقيمه الثورية ومبادئه الإنسانية إلا أفراد قلائل وصارت الأكثرية تشكل الفوة التي اعتمد عليها ولد هيدالة في كل ماقام به من اعتقال ومتابعة وتصرفات غير إنسانية.وصارو هم أنفسهم رجال معاوية المتفوقين في التطبيع ،و التزوير وفي التبذير والتبديد وكل سلوك يندى له الجبين ففعلوا مالا يمكن فعله لمن يؤمن بقيم أومبادئ ،وهم أنفسهم من كانوا رجال محمد ولد عبد العزيز الذين كانو يحيطونه إحاطة السوار بالمعصم وتفرقوا عنه شذر مذرعندما تخلت عنه السلطة ، كأن لم يكونوا قد عرفوه اوعرفهم ، وهم الآن الذين يعاني منهم الشعب في تلبيسهم وتدليسهم وتزويرهم لخقائق الواقع مدعين ومقسمين بأغلظ الأيمان أنهم المخلصون الصادقون لنظام غزوانى . إنهم جيوش من المتحولين الممسوخين من مختلف التيارات صار وعيهم وأفكارهم وشعاراتهم التي كانو يتحدثون عنها نسيا منسيا وصارت في خبر كان !!