عندما تجتمع الوطنية مع المال و السياسة…! / محمد فال ولد حرمه
الشروق / يشتهد رجالات السياسة والمال في بلادنا في الاستظهار بالولاء للحكام والبحث عن كل ما يُوصل إلى قلوبهم، وغالبا يكون لذلك المسعى دوافع شديدة الخصوصية، لا علاقة لها مطلقا بمصالح البلد ولا باحتياجات المواطنين، وتكاد هذه السيمة تكون فلسفة عامة يجمع الكل على تبنيها، بما في ذلك الحكام الذين لا يسلمون من التماهي مع هؤلاء بحجج شتى قد تبدو في ظاهرها منطقية ومستساغة، لكنها دائما تبقى في حيز التفاهمات الضمنية..ومثل هذه الأمور قد يكون مفهوما في سياقه وواقعه المختلف..
لكن بعض الاستثناءات القليلة تشكل علامة فارقة في المشهد الوطني سياسيه وماليه؛ وهي استثناءات على قلتها تنحاز للمصالح العامة وتساعد في تقديم العون للنهوض بواقع البلد اقتصاديا وسياسيا، دون أن يختزلها التخندق السياسي أو يحجب عطاؤها الاصطفاف في مواقع معينة! بل على العكس من ذلك يبقى لهذه الجهات قوتها وحضورها المؤثر في المشهدين السياسي والمالي رغم نفورها من كل علامات التمظهر وفرض الذات.. مثال ذلك رجل الأعمال والسياسي الكبير ايسلم ولد تاج الدين الذي استطاع أن يجمع بين العمل السياسي الناضج والمسؤول وبين الاستثمارات الوطنية الواعية والواعدة إضافة إلى استثمارات إقليمية ساعدت وبشكل كبير في تنشيط وتحسين مناخ الأعمال مع دول الجوار وحسنت من صورة المستثمر الموريتاني.
كما أسهمت محليا في بناء قواعد اقتصادية شكلت منطلقا لنجاح أسر وعائلات كانت يطحنها الفقر والعوز وذلك من خلال العون والدعم الاجتماعي والقروض الميسرة التي تقدمها الشبكة المصرفية( بنك التجارة والصناعة B C I ) بجميع فروعها على امتداد التراب الوطني.. وقد شكلت رؤية الرجل الواضحة في مجال التشغيل نمطا جديدا من الاهتمام بالمصادر البشرية وجعلها أداة ومنطلق كل نجاح، فأسهمت جميع مؤسساته العاملة في مجال الأشغال العامة والخدمات في توفير عديد الفرص وساعدت في العمل على تطوير الكفاءات العاملة من خلال التكوين المستمر واكتساب التجارب والمهارات في مجالات عدة.. كل ذلك والرجل يعمل بعصامية ووطنية لا يشوبها شيء.. فقط يزينها التواضع وحب اسعاد الجميع..
إن مثل هذه الشخصيات الوطنية ذات الاسهامات الكبيرة والمؤثرة في الفعل الوطني عموما تستحق التكريم والتوشيح بأعلى الأوسمة الوطنية.