الحوض الشرقي .. مستقبل التنمية وتنمية المستقبل!../ د.محمد ولد عابدين
عبر قطاعات ديناميكية متعددة وآفاق اقتصادية واعدة ، تراعى الحاجات التنموية والخصوصيات
المحلية للاقتصاد الريفي للمنطقة ، وتسعى فى الوقت ذاته إلى تطوير وعصرنة البنى التحتية وتعزيز وتوسعة المنشآت الخدمية الضرورية فى مجالات التعليم والصحة والماء والكهرباء والزراعة ، وتعميق الاستفادة من قطاع الثروة الحيوانية ؛ العمود الفقري للاقتصاد المحلي.
لقد عاشت هذه الولاية ردحا من الزمن على هامش التنمية ، وعرفت إهمالا من أغلب الأنظمة المتعاقبة والنخب الحاكمة التى كانت تنظر إليها كخزان بشري انتخابي ، تتم مكافأته بتسمية أحد أبنائه وزيرا أول ، وذلك هو حظها العظيم من كعكة التنمية ، فى ظل غياب تام للمنشآت الصحية والمؤسسات التعليمية والمرافق الخدمية والطرق والبنى التحتية…
وقد تكون لعنة الجغرافيا والبعد عن المركز (نظرية المركز والأطراف ) من ضمن أسباب ماتعيشه الولاية من تخلف تنموي ، وشح فى الموارد وندرة البرامج التنموية الموجهة إليها ، وهي اليوم تحتاج إلى لحظة مراجعة ووقفة ” إنصاف ” من خلال اجتراح ” هامش من التنمية ” وتوجيهه إلى “تنمية الهامش “…
وبالنسبة لأطر الولاية وأبنائها ووجهائها وشبابها ، ليس المطلوب فى هذه اللحظة المفصلية الانخراط فى جوقة النشاطات التقليدية ، وحمى تنظيم التظاهرات الكرنفالية ، فالمناسبة تنموية خالصة ؛ لذلك أرجوكم..أرجوكم!..ابتعدوا من فضلكم عن المهاترات السياسية والصراعات العبثية والمناكفات العدمية!..قدموا مقارباتكم الرصينة ورؤاكم المستنيرة بين يدي رئيس الجمهورية وحكومته حول المداخل الصحيحة والمعايير الموضوعية لتنمية ولايتكم..تحدثوا عن خصوصياتها وأولوياتها وحاجياتها..وارتقوا بخطابكم وطروحاتكم..وانسوا أوتناسوا – على الأقل – خصوماتكم وتجاذباتكم ولو إلى حين من الدهر.
إنكم بذلك تسهمون فى بلورة رؤية جهوية لتنمية ولايتكم ؛ تشتغل وفق مقاربات مستقبلية استشرافية، قد لا تجنى فوائدها أوتقطف ثمارها بين عشية وضحاها ، غير أن جملة من المشاريع الهامة سيتم انطلاقها ، لتتواصل المسيرة بخطى واثقة ورصينة ومتدرجة على درب التنمية والازدهار ، وفق نظرة استشرافية عميقة وخطة تنموية محكمة تنتهجها السلطات العليا ، مستعينة بالله العلي القدير ، ومتسلحة بالإرادة السياسية الصارمة والصادقة فى سبيل جعل هذه المنطقة وغيرها من ربوع الوطن الحبيب ؛ فضاء للإنجاز وحاضنة للتنمية.
د.محمد ولد عابدين
أكاديمي وإعلامي.