العام الأول للرئيس الكازاخستاني.. استراتيجيات جديدة و نقلات نوعية اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا
الشروق / شهد العام الأول من انتخاب الرئيس توكاييف أحداثاً مهمة، وزاخراً بالعديد من القرارات السيادية التي أسهمت في تعزيز مكانة كازاخستان الداخلية والاقليمية والعالمية، ودفعت بالمزيد من المصداقية والثقة في إدارته للبلاد انطلاقا من الاقتداء بسياسية ورؤى الرئيس الأول والمؤسس نور سلطان نزارباييف.
وقد حققت كازاخستان خلال العام الأول من إدارة الرئيس توكاييف إنجازات متعددة، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً على المستويات كافة، عربياً وعالمياً، فضلاً عن تحقيقها مكانة راسخة في العلاقات الاقليمية والدولية، إضافة إلى عدد من المبادرات التنموية التي جاءت تحاكي متطلبات أفراد الشعب وتوفير حياة كريمة لهم.
وركزت قيادة الرئيس توكاييف على إحداث نقلات نوعية في شتى المجالات عالمياً ومحلياً، وفق أساليب وطرق مدروسة وممنهجة، فيما لا يزال الرئيس يفى بوعوده الانتخابية ومنها التعاون إلى أبعد الحدود مع كل من يدعم سياسية الحكومة وأيضا مع من يقف ضد سياسته الداخلية والخارجية.
وقال بيان صادر عن مكتب الرئاسة الكازاخستانية ونقلته وزارة الخارجية، بأنه ومنذ الأيام الأولى لل للرئيس في قصر الرئاسة، حدد توكاييف مهام تطوير مجموعة من التدابير لتحفيز النمو الاقتصادي، وتحسين السياسات المالية والنقدية، وتطوير روح المبادرة، ودعم المنتجين المحليين، وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتشكيل جانب الإيرادات من ميزانية الدولة، والحد من اعتماد الاقتصاد الكازاخستاني على صادرات الطاقة.
وأشار البيان إلى أنه تم إدخال آليات جديدة في الثقافة السياسية، حيث تخلت الدولة عن ممارسة حجب الإنترنت، وتفريق المتظاهرين بعنف، وعُقدت مسيرات مصرح بها في كافة المدن، بحيث أصبح الاستخدام الذكي للسلطة، القائم على حوار كامل وتواصل صبور، اتجاهاً جديداً في المجال السياسي للبلاد، فيما انحسرت الممارسات البيروقراطية قدر الإمكان، وتوفرت الفرص للمواطنين لطرح الأسئلة مباشرة على الهيئات المخولة وتلقي الإجابات بسرعة وتبديد مخاوفهم.
وتطرق البيان إلى جهود الرئيس في تبني مفهوم “الدولة تستمع”، والتي أصبحت الفلسفة الرئيسية للإدارة العامة، وتم إطلاق منصة افتراضية على الموقع الإلكتروني للرئيس، وإنشاء وحدة تتعامل مع مناشدات السكان في هيكل الإدارة الرئاسية، مما أدى إلى زيادة مؤشرات الانفتاح وسهولة الوصول إلى أجهزة الدولة.
وأضاف بأنه تم إنشاء المجلس الوطني للثقة العامة، باعتباره إحدى النقاط الرئيسية لجدول أعمال توكاييف الرئاسي، والذي يضم سياسيين معروفين وشخصيات عامة واقتصاديين ومثقفين، بحيث يتابع المجلس القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وفي الوقت نفسه ترسيخ مبدأ الحوار الشامل والمتواصل مع المجتمع والتطوير المشترك للقرارات التي تحدد تطور الدولة، وقد تم وضع واعتماد مجموعة من الإصلاحات السياسية الهامة، مما أثر على قوانين التجمعات السلمية، وقانون الانتخابات، وقانون الأحزاب السياسية، وكرس مبادئ التعددية في الممارسات السياسية.
وأكد البيان بأنه خلال العام الماضي، نفذ الرئيس توكاييف مجموعة من التدابير التي تهدف إلى تحسين الرفاه الاجتماعي لكل من شرائح السكان والمجتمع ككل، إضافة إلى اعفاء القروض عن الأمهات ذات الأسر الكبيرة، والأسر التي لديها أطفال ذوي إعاقة، والأيتام، والأسر التي ليس لديها مصدر دخل، حيث استفاد من هذا الإعفاء نصف مليون شخص، وتزايدت عدد المنح الدراسية للطلاب ورواتب موظفي القطاع العام – المربون وموظفو هيئات الحماية المدنية وكتلة إنفاذ القانون. كما تبنى البرلمان عددًا من التعديلات التشريعية المهمة والتي طرحها الرئيس توكاييف العام الماضي ضمن برنامجة الانتخابي والخاصة بتشديد العقوبات الجنائية على الاتجار بالمخدرات والاغتصاب والاتجار بالبشر والصيد غير المشروع.
وأضاف البيان بأن الانجازات التي تحققت خلال العام الماضي بزوغ دور تنموي جديد ومساهمة فاعلة للقيادات والكفاءات الكازاخية، ومن الخطوات المثيرة والجرئية التي أطقلها توكاييف مبادرات واصلاحات حكومية سياسية واقتصادية وإجتماعية، ساهمت بشكل كبير في تعزيز الحوار الوطني وتحسين الأوضاع المعيشية والحياتية والسلامة العامة وضمان حقوق الأفراد الاقتصادية والاجتماعية والانسانية، والقانونية للمواطنين في كازاخستان، طوال العام الماضي.
وقال البيان :”شهدت الأشهر الأولى لتولى توكاييف السلطة، اختبارا لقوة الدولة، فيما عززت طرق معالجتها قوة ومكانة الحكومة الكازاخستانية، ومثال ذلك انفجار مستودعات عسكرية قديمة في يونيو 2019 بمدينة أريس وعدد سكانها 75 ألف شخص، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية، إلا أنه تمت إعادة بناء مدينة أريس من جديد خلال 3 أشهر. وأيضا ما حدث من فيضانات ضخمة مايو 2020 في منطقة تركستان، مما أدى إلى إجلاء أكثر من 31 ألف شخص، وتم تقديم الكامل الدعم للسكان المحليين. وكذلك وتجربة أخرى مهمة ممثلة في جائحة فيروس كورونا التاجي الجديد COVID-19، الذي حاصر كازاخستان، حيث قاد توكاييف بثقة المواطنين الكازاخستانيين من خلال حالة الطوارئ والحجر الصحي الكامل، مما ساهم في الخروج من الوباء بأقل الخسائر والتعافي التدريجي”.
وأضاف:”منذ الأيام الأولى للرئاسة، ركز الرئيس توكاييف على التنمية الاجتماعية والاقتصادية، والحد من اعتماد الاقتصاد الكازاخستاني على صادرات الطاقة، وكلف الحكومة بمهمة تطوير مجموعة من التدابير لتحفيز النمو الاقتصادي، وتحسين السياسات المالية والنقدية، وتعزيز روح المبادرة، ودعم المنتجين المحليين، واتخاذ خطوات جادة من أجل ضمان الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي. واستجابة للتحديات الخارجية، نفد الرئيس توكاييف مجموعة من التدابير لتحفيز الاقتصاد، وتعزيز مبدأ تنويع الاقتصاد، والتقليل من الاعتماد المفرط على قطاع النفط والغاز، وذلك لمواجهة التحديات المستقبلية التي توقعها البنك الأوروبي بحدوث انخفاض بنسبة 3 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي لكازاخستان عام 2020، في حين تشير التدابير الاقتصادية المعتمدة في كازاخستان، إلى عودة النمو الاقتصادي بنسبة 5.5٪ عام 2021”.
الرئيس توكاييف لم يصبح قائدا شرعيًا لكازاخستان فحسب، بل نال أيضًا اعتراف انتخابي شعبي، دخلت البلاد بعده في مرحلة تاريخية جديدة، مليئة بالآمال والتوقعات الجديدة، لذلك يبدو التفاؤل كبير وجديا لقيادة الرئيس من خلال البحث عن مجالات اقتصادية جديدة ومصادر للدخل تعزز المكون الاقتصادي للسياسة الخارجية، مع التركيز على تهيئة الظروف لتحقيق الإمكانات الاقتصادية لكازاخستان وإيجاد ممرات عبور مربحة إلى الأسواق العالمية في ظل ظروف العقوبات، وعدم القدرة على التنبؤ بالأسواق العالمية، والحروب التجارية، في الواقع الجغرافي الاقتصادي العالمي الجديد.
وأوضح البيان الرئاسي بأن الاجراءات التي تمت خلال العام الماضي عززت الحوار الوطني فيما يتعلق بالسياسات والإصلاحات الحكومية، وانحسرت بشكل واضح التأخيرات البيروقراطية بشكل كبير ووفرت للمواطنين الفرصة للتعبير عن مخاوفهم على أعلى المستويات الحكومية.
وقال البيان:”لقد تم اتخاذ اجراءات وعقوبات حاسمة ضد أولئك الذين يرتكبون جرائم خطيرة، بما في ذلك العنف الجنسي، وتهريب المخدرات، والاتجار بالبشر، وقيادة السيارات تحت تأثير الكحول، والصيد غير المشروع، والعنف المنزلي ضد النساء وجرائم خطيرة ضد الأفراد، وخاصة الأطفال”.
وفيما يلي بعض الإنجازات التي حققتها سياسية الرئيس توكاييف خلال عام من انتخابه:
انجازات اجتماعية:
- تخصيص 6 مليارات دولار إضافية لتطوير أنظمة الرعاية الصحية و7.2 مليار دولار لتغطية تكاليف الرعاية الصحية للمواطنين.
- دعم المحتاجين وتحويل الأموال من صندوق التأمينات الاجتماعية الحكومي وتقديم مساعدات إعادة التأهيل للمعوقين.
- توظيف أعداد كبيرة من ذوي الإعاقات المختلفة.
- تحديث نظام المعاشات التقاعدية : تأجيل فترة إدخال اشتراكات التقاعد الإلزامية من قبل أرباب العمل من 1 يناير 2020 إلى 2023.
- زيادة المنح الدراسية لطلاب المرحلة الجامعية والدراسات العليا والدكتوراه بنسبة 25 ٪. وتنفيذ تدابير صارمة ضد المؤسسات التعليمية التي تصدر شهادات مزورة.
انجازات اقتصادية:
- تحديد رسمي لسعر صرف سوق عملات الصندوق الوطني على أساس شهري واعتماد استراتيجية جديدة للسياسة النقدية.
- زيادة خفض قائمة المؤسسات الحكومية، وخاصة في المدن الكبرى، من أجل زيادة حجم القطاع الخاص.
- تزويد الشركات بالأدوات اللازمة لتقييم والتحقق من قانونية شركائها التجاريين المحتملين من خلال قاعدة بيانات مستمدة من الغرفة الوطنية لرجال الأعمال.
- تخفيض حصة 2020 للعمالة الأجنبية بنسبة 40 ٪، لرؤية انخفاض من 49 ألف في عام 2019 إلى 29 ألف في عام 2020.
- تطوير وزارات الاقتصاد الوطني والمالية والبنك الوطني.
انجازات سياسية:
- إقرار قانون للسماح لممثلي الأحزاب الأخرى بتولي مناصب رئيس في بعض اللجان البرلمانية، من أجل تعزيز الآراء والآراء البديلة.
- إقرار مشروع قانون جديد يحدد حقوق والتزامات المنظمين والمشاركين والمراقبين.
- تخفيض الحد الأدنى للعضوية المطلوبة لتسجيل حزب سياسي من 40 إلى 20 ألف عضو.
- إلغاء التسجيل الإلزامي للأجانب لدى شرطة الهجرة خلال زياراتهم إلى كازاخستان.
- إشراك النساء والشباب المرشحين 30 ٪ من قوائم الانتخابات الحزبية.
- إلغاء المادة 130 من القانون الجنائي بشأن التشهير ونقلها إلى القانون الإداري.
- الانضمام إلى البروتوكول الاختياري الثاني الملحق بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والذي يتناول إلغاء عقوبة الإعدام.