الرئيس غزواني : منطقة الساحل والصحراء تشهد تدهورا متناميا للأمن
الشروق / قال الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني إن منطقة الساحل والصحراء، تشهد منذ سنوات “تدهورا متناميا للوضع الأمني”، مضيفا أن موضوع منتدى داكار السنوي للأمن والسلم في إفريقيا “يشكل أحد التحديات التي تواجه منطقتنا”.
وأكد ولد الغزواني في خطاب ألقاه أمام المشاركين بمنتدى داكار الذي حل ضيف شرف عليه أن نسخة المنتدى لهذا العام تنعقد في سياق يتسم فيه الوضع “على مستوى الفضاء الساحلي الصحراوي، بالهشاشة، وضعف الحكامة، والنمو الديمغرافي، وانعدام الأمن الغذائي”.
وأضاف ولد الغزواني أن سكان المنطقة باتوا “في مواجهة جريمة جد منظمة، وشيئا فشيئا مجهزة”، وأن البلدان واجهت “بسرعة تحديات رئيسية”، بينها “عجز كبير في الحكامة والعدالة الاجتماعية، وضعف في القدرات على مستوى الدفاع والأمن”.
واعتبر الرئيس الموريتاني أن “التنسيق الإقليمي والدولي يبقى غير كاف لمواجهة التهديدات”، مضيفا أن اقتصادات دول المنطقة “لا تخلق مناصب شغل، خصوصا للشابات والشباب، والنظام التعليمي متدهور منذ سنوات عديدة”، مبرزا أن “من تقل أعمارهم عن 35 سنة يمثلون نحو 70% من ساكنتنا”.
وقال ولد الغزواني إن “النشاطات الإرهابية للمجموعات المسلحة خلفت آلاف القتلى ومئات آلاف النازحين واللاجئين، وإغلاق مئات المدارس، وأزيد من 10 ملايين شخص مهددين بانعدام الأمن الغذائي”، مؤكدا أن “الاتصال بين الجريمة المنظمة والصراعات المجتمعية يزيد من خطورة الوضعية الإنسانية”.
وأبرز ولد الغزواني أن “عمليات التهريب، خصوصا المخدرات” تشكل مصدر تمويل رئيسي “لنشاطات المجموعات الإرهابية”، مضيفا أن قيمة هذه العمليات تقدر بـ”عشرات مليارات اليورو”.
واستعرض الرئيس الموريتاني في كلمته المطولة المبادرات الإقليمية والدولية لمواجهة الإرهاب في المنطقة، كما تحدث عن المقاربة الموريتانية لمحاربة الإرهاب، مضيفا أنها تقوم على “قراءة تحليلية للبيئة الجيوستراتيجية من أجل تحديد الأسباب العميقة للتهديد”، وعلى “تعزيز القدرات على المستوى القانوني والعملياتي والديني والاجتماعي والاقتصادي”.
واعتبر ولد الغزواني أن “سقوط الدولة الليبية عام 2011 شكل عنصرا رئيسيا” وراء تزايد الهجرة السرية بمنطقة الساحل والصحراء، مضيفا في هذا السياق أن “أي محاولة لمحاربة الإرهاب من شأنها أن تكون فاعلة يجب أن تعتمد من أجل حل للأزمة الليبية”.