سياسة التجنيد ومصيدة الإحتلال المكشوفة.. / لحسن بولسان
الشروق / شاعت، أخيراً، مقولة لوزير الحرب الإسرائيلي، موشيه يعلون، “ليس من المتعة أن تقتل عدوك بيدك، فعندما يقتل عدوك نفسه بيده، أو بيد أخيه، فإن المتعة أكبر، وهذه سياستنا الجديدة، أن نُشكّل مليشيات للعدو، فيكون القاتل والمقتول من الأعداء”. على هذا النحو يحاول الإحتلال المغربي إستدراج شبابنا إلى مصيدة التجنيد الإجباري ، متجاهلا الوضع القانوني للإقليم كمنطقة محتلة تنتظر تصفية الإستعمار.
منذ غزوهم العسكري للصحراء الغربية ،ضخوا بكل ما يمكنهم ضخه لعلهم يكسرون قوة وحدة الشعب الصحراوي التي تبقى هي عقدتهم ، لا أحد ينكر أنهم قتلوا وإختطفوا وإعتقلوا وشردوا ألاف الأسر الصحراية ، لا أحد ينكر أنهم عاشوا فسادا بكل نقطة تواجد الصحراويين ومارسوا سياسة الارض المحروقة ، سعوا جاهدين فصل الصحراويين عن بعضهم البعض من خلال التهجير القسري والتفقير والتجهيل قصد التجنيد وإثارة النعارات القبلية و إستقطاب بعضهم على حساب الباقي لتشتيت شعبنا واستدرجوا معهم بغفلة منها حيناً، أو بقلة إدراك حيناً آخر، قلة من أبناء شعبنا لتمرير سياستهم .
اليوم لم يعد ذالك ممكنا ،ولم يعد خافياً على كل من يملك بصراً وبصيرة من شعبنا دسائس الإحتلال التي فقدت تأثيرها وجدوى إستخدامها على وقع تطورات ميدانية حاسمة عصفت بحيلهم، أهمها درس الإنتصارات العسكرية لمقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي الذي كان موجعا للإحتلال و أسقط التوقعات المغربية ونظرية المرحلة المرسومة والمحددة زمنا بجولة أسبوع كمدة راهن عليها المحتل للسيطرة على وطننا .
لن تمراليوم مصيدة التجنيد عل شعبنا المعتز بوطنيته التي بلغت من القوة والتجذر والإتساع إلى الحد الذي لم تعد معه قدرة الاحتلال ممكنة على تحييد الشباب الصحراوي وعزله عن كفاح شعبه خاصة بعدما خرجت جماهير شعبنا بالارض المحتلة وجنوب المغرب من تحت نير التردد والصمت والإستكان الى التحدي والعزيمة والإصرار،إستمرارا لنهضة من إلهام إنتفاضات شعبنا التي أيقظت كل ضمير صحراوي حر. سيخرج صوت شبابنا اليوم صادحا مشبعا بالوطنية القوية :لا تجنيد لا إنضمام لجيش الإحتلال . لسان حالهم واحد يعلنونها مدوية في وجه الغزاة ، وبكل فخرفي كل نقطة تواجد “أهل اللثام لكحل” حتى يتردد صداها بجهات العالم الأربع ، نحن صحراويون ، هدفنا واحد ودمنا واحد، وشرفنا واحد، وهمنا واحد وعدونا واحد، ومصيرنا واحد في وطن واحد. واعي شبابنا اليوم وهو يردد أنه عندما يتعلق الأمر بدم الانسان الصحراوي؛ لا مناص من الانحياز له،كان مستشهدا في ساحة الوغى أو لا فظا لأنفاسه الأخيرة تحت سياط الجلادين ،أو حتى شانقا لنفسه يأساً من وجود الإحتلال . يجهل الغزاة أن الاستهتار في مجتمعنا نحن الصحراويين ، بدم الانسان الصحراوي و مصيره وكرامته وروحه، تحت أي عنوان، يطيح بمنظومة قيم هي من ضرورات تماسك الشعب الصحراوي .
ندرك أن دسائس الإحتلال ستبقى تتلون حسب الحاجة والغاية ،و أن سياسة التجنيد ليست أخر ما في جعبته وهو أسلوب منتهي الصلاحية ،والمحسوم بالنسبة لشعبنا سيبقى الصمود الصحراوي اقوى من مؤامرات الغزاة والوعي بخبث الإحتلال رصيدا غير قابل للنفاذ ،وسيبقى شبابنا هنا وهناك رهن نداء الوطن وجيش التحرير الشعبي الصحراوي الذي يملك وحده و بإقتداروتفوق زمام المواجهة مع الغزاة في كل معركة يخوضها يفرض خرائط حسمها وتوقيت ومكان إندلاعها، في وقت وكما بالشق المحتل ،وعلى جمر الصمود يرسم شعبنا بمخيمات العزة والكرامة والشتات خريطة وطن لكل الصحراويين اسمه الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية التي لا رجعة فيها.