كتاب ومقالاتمميز

المغرب .. ذكرى المسيرة الخضراء بطعم الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية

الشروق /  تحتفل الأمة المغربية من طنجة إلى لكويرة, اليوم الثلاثاء, بذكرى عيد المسيرة الخضراء المظفرة  التي انطلقت من أجل ترسيخ انتماء الأقاليم الجنوبية للمغرب الموحد بعد سعي الاستعمارين الفرنسي والاسباني إلى التمادي في تقسيمه وتجزئته, لولا صلابة إرادة قائد المجاهدين  المغفور له بإذن الله الملك محمد الخامس, ومجسد الوحدة الترابية للمملكة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه , ومفجر ثورة التنمية الشاملة الملك محمد السادس نصره الله.

لقد مثلت المسيرة الخضراء أول جسر لاستعادة التواصل بين شمال المملكة وجنوبها بعد رحيل المستعمر الإسباني, فتم اتخاذ خطوة تنظيمها بعد صدور قرار محكمة العدل الدولية التي أكدت في رأي استشاري بأن الصحراء لم تكن ارضا خلاء, وأنه كانت هناك عبر التاريخ علاقات قانونية مع المغرب من خلال البيعة التي كانت تربط سكان الصحراء بسلاطين المغرب، وهو ما يؤكد اعترافا بسيادة المغرب على هذه المناطق وبشرعية مطالبه في استعادتها.

فمنذ وصول طلائع المغاربة إلى أقاليمهم الجنوبية بدأ وجه الصحراء المغربية يتغير نحو الأفضل بعد أن كان هم المستعمر الإسراع في نهب الثروات الطبيعية إيمانا منه بقرب الرحيل بفعل ضربات المجاهدين تحت راية العرش العلوي المجيد, فجلبت المسيرة المظفرة الحضارة والتنمية والاستثمار بغرض لحاق الأقاليم الجنوبية ببقية أقاليم المملكة التي دحرت المستعمر الفرنسي.

وتحل ذكرى المسيرة الخضراء هذا العام في ظل التقدم الكبير الذي تحقق في مجال تطبيق الجهوية الموسعة, التي يراها المراقبون تنزيلا كاملا لمقترح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية تحت السيادة المغربية, فتحولت مدن الجنوب إلى أوراش تنموية متواصلة تعمل بأياد محلية صرفة من خلال ما تفرزه صناديق الاقتراع البلدية والجهوية.

ويقول موفد وكالة الوئام الوطني للأنباء إلى مدينة العيون, كبرى مدن الأقاليم الجنوبية, التي زارها لتغطية فعاليات “منتدى المغرب فرنسا للأعمال”, إن أبناء الصحراء المغربية باتوا يديرون شؤون مناطقهم بكفاءة عالية حولت مدنهم إلى جنان تنبض بالحياة, وتحوي مستلزمات الحياة العصرية, وتنعم بتوفير الخدمات الأساسية على غرار المدن المغربية الأخري, فاكتست أبهي حللها وهي تستقبل ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة.

لقد تزينت مدن الصحراء المغربية بالأعلام الوطنية وبالصور المكبرة لضامن الوحدة الترابية وقائد مسيرة التنمية الملك محمد السادس, وبشعارات التشبث ببيعة العرش العلوي المجيد والتعلق بالوحدة الترابية للمملكة.

وتأتي ذكرى المسيرة الخضراء اليوم في ظل تثمين القوى الكبرى, من خلال قرار مجلس الأمن الجديد, لمبادرة الحكم الذاتي باعتبارها جادة وواقعية وذات جدوائية.

إن الزائر لأقاليم الصحراء المغربية, في الآونة الأخيرة, يلاحظ النهضة الكبيرة في البنى التحتية والتنمية وفرص التشغيل ودعم المجتمع المدني, وهي نتائج طبيعية للمسيرة الخضراء التي اتخذت منحى جديدا قوامه تسيير أبناء المنطقة للمنطقة.

اسماعيل ولد الرباني المدير الناشر لوكالة الوئام الوطني للأنباء 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى