تونس: رجال بن علي يعدّون لكيان سياسي تحسباً لانهيار الحزب الحاكم
بدأت قيادات سياسية محسوبة على نظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي بالحديث مؤخراً عن تشكيل كيان سياسي جديد يعيد توحيد القوى «الدستورية»، وخاصة في ظل تزايد الانقسام ضمن حزب «نداء تونس» الذي يشكل الدستوريون جزءاً أساسياً من مكوناته ، وأكد القيادي في حزب «المبادرة الوطنية الدستورية» محمد صافي الجلالي أن رئيس الحزب كمال مرجان (آخر وزير خارجية في عهد بن علي) عقد سلسلة لقاءات مع منذر الزنايدي (آخر وزير صحة في عهد بن علي)، اتفق خلالها الطرفان على تشكيل «لجنة ثلاثية من الجانبين للبحث في آليات التقارب والاندماج في حزب وكيان سياسي واحد».
وكان حزب «المبادرة» تمكن مؤخراً من ضم ثلاثين شخصية سياسية بارزة من بينها رموز لنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، وخاصة الأمين العام السابق لحزب «التجمع الدستوري الديمقراطي» المنحل محمد الغرياني، وهو ما اعتبره بعض المراقبين محاولة للاستفادة من أزمة «نداء تونس» لكسب نقاط جديدة في المشهد السياسي المضطرب في البلاد، فيما ذهب آخرون إلى الحديث عن أن خطوة مرجان ربما تشكل بداية النهاية لحزب «نداء تونس» الذي يشكل الدساترة أحد أعمدته الأساسية.
وبرر الغرياني انضمامه لحزب «المبادرة» دون غيره من الأحزاب المحسوبة على المنظومة السابقة، بأنه أجرى تقييماً لجميع التجارب السياسية «الدستورية» واكتشف أن حزب «المبادرة» يشكل «تجربة سياسية دستورية منفتحة ومتفاعلة مع محيطها»، مشيداً بمبادرة مرجان لتوحيد العائلة الدستوريّة، ودعوته لتشكيل حكومة إنقاذ وطني.
ويبدو أن مرجان والزنايدي اتفقا أخيراً على دمج مشروعيهما لإعادة تجمع القوى الدستورية المشتتة منذ حل حزب «التجمع» قبل خمس سنوات، في وقت يتوقع فيه بعض المراقبين إعادة تشكيل المشهد السياسي التونسي ضمن سيرورة جديدة قد تشهد اختفاء بعض الأحزاب وبروز كيانات سياسية ولاعبين جدد في البلاد.