لأول مرة معبر حدودي بين الجزائر وموريتانيا
الشروق (نواكشوط) ـ وقعت الجزائر وموريتانيا الأربعاء بنواكشوط على اتفاق يتعلق بإنشاء مركز حدودي بري ـ يعتبر الأول من نوعه بين البلدين ـ على مستوى الشريط الحدودي المشترك يهدف إلى تكثيف التعاون الاقتصادي وتنقل الأشخاص بين البلدين وتم اختيار النقطة التي تبعد 75 كيلومترا عن مدينة تندوف كنقطة انطلاق للطريق الذي يربط تندوف ومدينة الزويرات الموريتانية لتسهيل حركة تنقل الأشخاص والبضائع وتكثيف التبادلات التجارية بين البلدين وفك العزلة عن ساكنة المنطقة الحدودية.
وأكد السيد نورالدين بدوي وزير الداخلية والجماعات المحلية وتهيئة الإقليم خلال مراسم توقيع على الاتفاق مع نظيره الموريتاني احمدو ولد عبد الله بمقر وزارة الداخلية الموريتانية أن هذا المعبر الذي يأتي تنفيذا لتوصيات اللجنة المشتركة الكبرى التي انعقدت بالجزائر في ديسمبر 2016 يعتبر لبنة جديدة للدفع بعلاقاتنا كبلدين شقيقين وجارين من خلال إنشاء معبر على مستوى الشريط الحدودي المشترك .
وأعرب السيد بدوي عن يقينه بأن إنشاء هذا المعبر الذي يستجيب للمطالب الملحة لسكان المنطقة سيعود بالنفع المتبادل على بلدينا في شتى المجالات إذ سيسمح بتكثيف التبادلات التجارية وانسيابية السلع وتسهيل تنقل الأشخاص وبعث حركية اقتصادية جديدة .
كما يمثل هذا الإنجاز حسب الوزير حاجزا لدرء أخطار الجريمة المنظمة بكل أشكالها وتأمين منطقتنا الحدودية المشتركة من التهديدات المحدقة بها .
من جهته اعتبر وزير الداخلية واللامركزية الموريتاني أن إقامة هذا المعبر ستكون له انعكاسات إيجابية هامة فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي حيث سيشكل نقلة هامة في التبادل التجاري بين البلدين عن طريق تسهيل تنقل الأشخاص وحركة البضائع وتعمير المناطق الحدودية .
وأضاف على أن هذا الإنجاز ستكون له انعكاسات إيجابية على التعاون الثنائي الأمني ومكافحة الهجرة السرية والجريمة المنظمة العابرة للحدود وغيرها من الظواهر التي تهدد الأمن المشترك للبلدين وللمنطقة بصفة عامة .
ويتضمن الاتفاق إنشاء المركز الحدودي البري على شكل مركزين حدوديين متقابلين على مستوى الشريط الحدودي المشترك بالمنطقة المسماة حاسي 75 العلامة الحدودية 8 وعلى مسافة تتراوح بين 400 إلى 800 متر من خط الحدود.
وبموجب الاتفاق يطبق كل طرف الإجراءات القانونية والتنظيمية والإدارية داخل حدوده الدولية فيما يتعلق بتنقل الأشخاص ومرور البضائع وعبور وسائل النقل مع وضع آلية تعاون في مجال شرطة الحدود والإجراءات الجمركية لاسيما في مجال مراقبة التنقلات وتأمين المراكز الحدودية البرية وعقد اجتماعات دورية وتنسيقية بين مصالح المركزين الحدوديين من الجانبيين من أجل تبادل المعلومات ومناقشة المسائل المشتركة.
كما يلزم الاتفاق الطرفين بتطوير المركز الحدودي البري بغية التحضير الفعال لوضع حيز التنفيذ توصيات المنظمة العالمية للجمارك المتعلقة بالمراقبة المنسقة للحدود وإحداث مركز مشترك عند استكمال الشروط اللازمة لا سيما التبادلات التجارية بين البلدين.
وكانت السلطات الجزائرية والموريتانية قد وضعتا في سبتمبر الماضي حجر الأساس لأول معبر حدودي بين البلدين وذلك تجسيدا لقرار اللجنة العليا المشتركة الجزائرية-الموريتانية التي عقدت بالجزائر العاصمة في ديسمبر الماضي.
الرئيس الموريتاني يستقبل بدوي
استقبل السيد نور الدين بدوي وزير الداخلية والجماعات المحلية وتهيئة الإقليم الذي يقوم بزيارة لموريتانيا أمس الأربعاء من طرف الرئيس الموريتاني السيد محمد ولد عبد العزيز.
وفي تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية عقب الاستقبال أكد الوزير أنه أبلغ الرئيس الموريتاني فحوى الاتفاق الخاص بفتح المعبر الحدودي الذي تم التوقيع عليه اليوم وأثاره الإيجابية على مختلف المستويات أمنيا واقتصاديا ومجتمعيا وهو مكسب ستكون له نتائج إيجابية في المستقبل .
وأضاف وزير الداخلية أنه نقل التحيات الأخوية من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الى نظيره الموريتاني وتأكيده على ضرورة العمل الدائم من اجل الرقي بالعلاقات بين البلدين مضيفا أنه كلف من قبل الرئيس ولد عبد العزيز بتبليغ الرئيس عبد العزيز بوتفليقة تحياته وتمنياته له وللشعب الجزائري بالهناء والسعادة والرقي وتدعيم وتكريس العلاقات الإيجابية بين الجزائر وموريتانيا .
وجرت المقابلة بحضور وزير الداخلية واللامركزية احمدو ولد عبد الله وسفير الجزائر بموريتانيا نور الدين خندودي.