السعودية : بعد قرار تطبيق الرسوم على المرافقين.. الموريتانيون في مأزق
الشــروق (المملكة العربية السعودية ) – يعيش الموريتانيون المقيمون في المملكة العربية السعودية حالة من الارتباك و القلق،بعد إعلان المملكة عن بدء تحصيل الرسوم على المرافقين للعمالة المقيمة على أراضيها،و قد حُدّدت الرسوم بـ100 ريال سعودي عن كل شهر على كل مرافق، وهو ما يصل سنويا الى 1200 ريال في السنة الأولى، أي ما يعادل 112800 ألف أوقية، ثم تتضاعف الرسوم لتصبح 200 ريال شهريا، اعتبارا من مطلع يوليو عام 2018،أي ما يعادل 225600 ألف أوقية سنويــا .
و بحسب برنامج التوازن المالي السعودي، فإن مبالغ تحصيل الرسوم من مرافقي المقيمين سَتُضَاعف إلى 400 ريال في الشهر، عن كل مرافق للعمالة الوافدة في عام 2020 ،أي ما يقارب 451200 أوقية في السنة ،الأمر الذي جعل العديد من الأفكار و الحلول تراود الموريتانيين المقيمين في السعودية للخروج من هذا المأزق الذي وصفه البعض بأنه أشبه بـ”المصيبة”.
وقد رصدت “الشروق” بعض هذه الأفكار و الحلول التي من أهمها: ترحيل زوجات وأبناء المغتربين إلى موريتانيا ،و بقاء العائل بمفرده من أجل توفير مبلغ الرسوم،أو الهجرة إلى بلدان أخرى،أو العودة النهائية إلى موريتانيا.
مختار و لد محمد، موريتاني مغترب في السعودية،ويعمل مدرس بإحدى المدارس الأهلية بالرياض،يصف القرار بالمصيبة التي وقعت على جميع الموريتانيين الذين تقيم معهم عائلاتهم في السعودية ،لافتًا إلى أن لديه زوجة على وشك الإنجاب خلال أشهر قليلة، وسيكون مطالب على إثر هذا القرار بدفع 2400 ريال في العام القادم، عن هذا المولود،إضافة إلى 2400 ريال عن الزوجة،و نظرا لذلك فقد قرر ترحيل زوجته إلى موريتانيا للإنجاب، على أن يبقى هو هذا العام في السعودية،مشيرًا إلى وجود حالة من الغلاء تشهدها السعودية بعد انخفاض أسعار النفط،حيث أن من يحصل على دخل شهري 4000 آلاف ريال أي ما يعادل 376000 ألف أوقية ينفق على منها على السكن 1500 ريال، أي 14100ألف أوقية شهريا، بالإضافة إلى قسط سيارة 1000 ريال، أي 94000 ألف أوقية،إضافة إلى الإنفاق على الطعام، و تحويل مبالغ مالية إلى الأهل في موريتانيا.
وأشار ولد محمد إلى أن الموريتانيين الذين لديهم عائلات أمامهم ثلاثة خيارات فقط ، فإما أن يعودوا إلى موريتانيا بشكل نهائي، أو أن يرحلوا عائلاتهم إلى موريتانيا،أو أن ينتظروا حتى انتهاء السنة الأولى، مؤكدً أنه ليس باستطاعة أي مقيم لديه عائلة،المقدرة على البقاء في السعودية بعد مضاعفة الرسوم.
وختم ولد محمد حديثه بقوله:”مؤلم أن يشعر شاب مبدع ممتلئ بالأمل و الطموح أن مستقبله يغتال فجأة، وأن عليه أن يبدأ رحلة الكفاح من جديد؛ بحثاً عن لقمة العيش بعيداً عن طموحه وأحلامه ..”.
و يرى عبد الرحمن ولد لحبيب موريتاني آخر مغترب في السعودية ،أن على الزوجات المقيمات مع أزواجهن في السعودية أن يَأخُذن أبنائهن ويَعُدْن إلى موريتانيا،ليساعدن أ زواجهن في هذه المحنة.
وأكد ولد لحبيب، أن الفترة القادمة ستكون صعبة وتحتاج إلى مواقف “رجولية” من الزوجات تجاه أزواجهن ، مشيرًا إلى أن الظروف في المملكة في الوقت الراهن تتشابه كثيراً مع موريتانيا، وأن من سَيَتَّخِذ قرار العودة إلى موريتانيا سيعيش في نفس الظروف،من ارتفاع في الأسعار مع عدم توافر فرص عمل.
ونصح ولد لحبيب الموريتانيين بعدم التَّسَرع في العودة النهائية لموريتانيا،والاكتفاء بترحيل المرافقين إلى الوطن…
وشدد ولد لحبيب على ضرورة أن يضع الموريتانيون المغتربون في السعودية بدائل مضمونة إذا كانوا يفكرون في العودة بشكل نهائي إلى موريتانيا،خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة فيها، بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار كما هو الحال في السعودية.
فيما يرى محمد الأمين ولد سيدي محمد أن هذا القرار سيؤثر على الأسر الموريتانية المقيمة في السعودية،مؤكدًا على أن من سَيَتَقَبَّل هذا القرار سيصبح في لحظة عاجزًا عن توفير التزامات أسرته، في حين أن من سيقرر العودة إلى موريتانيا ستتضاعف أزمته نظرًا لانعدام فرص العمل فيها.
واقترح ولد سيدي محمد على الموريتانيين أن يقوموا بالهجرة الجماعية من السعودية، إلى دول كـ”تركيا” أو :كندا” وإقامة مشروعات هناك عن طريقة المساهمة بينهم من خلال الأموال التي ادخروها خلال سنوات الماضية .