أخبار كوركولكتاب ومقالات

هل يفسح غياب محسن ولد الحاج لعودة الأحمدواهية .؟/ صفية بنت العربي

العجوز ولد أحمدوا الذي يجدّد شبابه السياسي مع كل نظام، لا يكاد يضع العصى عن عاتقه في هذه الأيام، التي يسعى فيها لتأليب سياسي روصو ضد السيناتور محسن ولد الحاج، ابن عم الرئيس الموريتاني و صديقه الذي تتحدث أوساط عديدة عن توتر علاقتهما.

ولد أحمدوا الذي كانت يلقبه نشطاء يساريون  في منطقة الركيز بـ “الأفعي المخضرمة” ينتهز فرصة الجفاء بين ول عبد العزير و ولد الحاج، و الأحاديث التي تتواتر عن نية ولد عبد العزيز تغيير واجهته السياسية في الترارزة، لدخول المضمار بحيوية شاب علي مشارف التسعين.

بعد ثلاثين عاماً يتصدر ولد أحمدوا المشهد في روصو، عقب هزيمته في أول انتخابات تمهيدية شهدتها موريتانيا، حين ترشح لبلدية روصو منافساً الرجلين القويين صو محمد دينا و محمد طيفور.. و هي المنازلة السياسية التي خرج منها ولد أحمدوا بلائحته الصفراء صفر اليدين، بعد أن خسر ضمانه المالي البالغ مليون و مائة و أربعين ألف أوقية، حيث عجز عن الحصول على نسبة 2% من أصوات الناخبين.

أطل ولد أحمدوا من نافذة الحزب الجمهوري بعد اختياره اتحادي الحزب في الترارزة، خلال الفترة الأخير من حكم ولد الطائع.

العداء بين ولد الحاج و ولد أحمدوا ليس جديداً ففي 2009 حاول السيناتور محسن ولد الحاج ثني بعض الوزراء عن حضور مهرجان نظمه ديناصور السياسة في الركيز، و هو ما أثار لغطاً حينها عن مبالغة ولد الحاج في استغلاله النفوذ في الدوائر الحكومية.

وفي الانتخابات الأخيرة انتدب الحزب الحاكم ولد أحمدوا لتنسيق حملة مرشحه لبلدية روصو بمب ولد درمان، و هو ما لم يرق لولد درمان (المخلص لولي نعمته محسن ولد الحاج) فقرّر تشكيل مكتب مستقل عن حملة الحزب.

المجالس الجهوية التي وعدت بها التعديلات الدستورية الأخيرة أسالت لعاب ولد أحمدوا، و ذكرته أيام كان جذعا في هياكل تهذيب الجماهير، فاستبق الأحداث بتشكيل “جماعة الوجهاء” علّها تكون إطاراً يؤسس عليه المجلس الجهوي للترارزة.

اللاعب السياسي الذي يتقن التقاط الكرات و تسديدها، انتهز فرصة مقاطعة ولد الحاج و أنصاره لإفطار سياسي أقامه النائب السابق اسلامه ولد اميّن، فحضره ممجداً للنظام بطريقة بالغة الوقاحة و ناثراً محاسن ولد اميّن و مثالب ولد الحاج. و في تظاهرة الشريف بوقبة عند الكيلومتر 20 شمال روصو تحدث الشاب التسعيني عن “تلاشي الضباب في روصو و انزياح السدود و الحواجز” معرضاً بمحسن ولد الحاج و مؤكدا أفول نجمه. و قد شقق ولد أحمدوا الكلام و أرسله في مدح ولد عبد العزيز الذي وصفه بـ”المفكر”، على نفس النمط الذي ظل لأكثر من خمسين عاماً يدبج به المدائح للروساء السابقين.

لا يزال الرجل لاعباً سياسياً خالداً يكابر أبا الهول.. و لا تزال الأيام تمر به ساحبةً ذيولها، فتبلى و هو جديد.. و لا يزال لُبَدُه السياسي محلقاً بجناحيه، راسماً في المشهد السياسي آية كذبة “تجديد الطبقة السياسية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى