الشهيد محمد عبد العزيز .. حضورٌ يقهرُ الغياب….!
الشــروق / في تاريخ شعبنا رجال أوفوا بعودهم وصدقوا في وعودهم واخلصوا في عملهم وضحوا بزهرة اعمارهم من اجل حرية وكرامة شعبهم ، ولم يعد لأحد ولا لقيمة من قيم الوفاء دين في عنقه فقد أوفى واجزى العطاء والوفاء .وسيبقى الشهيد محمد عبد العزيزمن الشخصيات الوطنية الذي إرتبط إسمه بالقضية الصحراوية على مدار اكثر من اربعة عقود .
و في الذكرى الاولى لغياب الرئيس الشهيد محمد عبد العزيز،نقر أن رحيله عنا ترك أثرا موجعا في نفوسنا، لا يخففه سوى القناعة بقضاء الله وقدره.ذالك الرحيل الذي ابكى عيون شعب أثبتت الأيام أنه في المحن والشدائد يكون أشد قوة وتصميم على المواجهة واكثر شراسة على التمسك بالحياة ، شعب يتعالى على جراحه ويرسم البسمة على الثغورعندما يتعلق الأمر بوجوده ومصيره وبقائه.
اليوم وفي ظلال الذكرى الاولى على وداع الشهيد و طيف رحيله يظلل الوطن ويسيجه بمبادئ وسياسات شكلت أسس بناء الدولة الصحراوية . وكما كان مناضلاً صلباً طوال حياته النضالية، واجه المرض بإرادة المناضل القوي الذي لا يستسلم، وظّل يصارعه، إلى أن ودعنا شهيدا واقفا مقبلا غير مدبر ليزرع الأمل سنبلة في نفس كل صحراوي وصحراوية ، ملتحقا بركب الشهداء ويقينهم أنهم يبنون على مساحات الصحراء الغربية رسالة الوجود.
الشهيد محمد عبد العزيز رحمه الله و الذي أصر أن يكون شهيدا ويودعنا بشموخ الشهداء ،كان حازماً في الحق والقضية، حانياً ، غافراً ، جامعاً لا مفرقاً ، عاش بسيطا مناضلا متواضعا وهو الذي أتى من رحم شعبه و إلتصق به منذ اندلاع حرب التحرير ٬ خاض نضالا وكفاحا لا يلين طوال أكثر من 40 عاما على مختلف الجبهات،زاوج بين البندقية والسياسة ، مقاتلا على جبهة الأعداء ، حريصا على تعزيز علاقات شعبه بالعالم ،ومثلما كان مقاتلا شرسا، كان أيضا مدافعا عنيدا عن حق شعبه في الحرية والاستقلال ، وعلى جبهة أبناء الوطن تجاوز كل الازمات ، فظل متماسكا ، صارما ، وشجاعاً في اتخاذ القرار حتى لو كان خلاف الرأي العام، حين يجد المصلحة الوطنية في ذلك .
الشهيد محمد عبد العزيزالذي سمى بروحه يتحصن بقبره اليوم، ببلدة بئر لحلو المحررة ،بتلك الارض أين أعلن مفجر ثورتنا الشهيد الولي مع رفاقه عن تأسيس دولتنا وتثبيت حجر الأساس لمستقبل الكفاح الصحراوي الذي تجاوزت أصدائه حدود المكان لتعبر قضية شعب أعزل الى بقاع الارض كلها . يقف الشهيد اليوم في صرحه وعيونه ترنو نحو الوطن. ويقين الشهيد – الحاضر الأبدي كباقي شهدائنا – يضفي على إرادة شعبنا ألق العطاء الممهور بضفائر الوطن الممتدة على طول تواجد الشعب الصحراوي وهي تتجذر إصراراً وثباتاً
وهكذا تأتي الذكرى الاولى لرحيل الامين العام للجبهة ورئيس الدولةونحن نقترب من تخليد عيد الشهداء للتأكيد على أن ما بين شهداء الأمس واليوم وشائج اتصال لا تنقطع عراها ولا تنفصل عروتها الوثقى ولا يتغير جوهرها ومحتواها . كل شيء يشمخ بذكراهم ،يعلو ،يسمو،يكبر،قيما وفضيلة وأخلاقا وعزيمة وإرادة ..ففي التفاصيل بحر من البطولات التاريخية لشعبنا.فبين الماضي والحاضر جسر تعبد بدمائهم وهو متصل ومتواصل.عند ولادتهم تشرق الحياة ، وعند وداعهم تتوهّجُ الحياة .كل هذا من أجل هذه الصحراء الغربية الابية التي تتلمس اليوم معالم دربها صوب الحرية والاستقلال بعدما قطع شعبها كل الشك بكل اليقين أنه لن يرضى عن الاستقلال الوطني مصير وهي ارادة تبلورت منذ الفترة الاولى من إندلاع حرب التحرير بالنار والدم والمعاناة و من يقين الشهداء والشهيدات ، وصُقِلت بعرق الكفاح والدموع وبكاء أمهات ثكالى يودّعن الفلذّاتْ كل يوم
ان الشعب الصحراوي كباقي الشعوب الحرة يؤمن أن الشهداء أحياء ، وسيبقى حضورالشهيد محمد عبد العزيزوباقي الشهداء، يملأ الزمان والمكان وهو ينام عملاقا وقمرا ناصعا ببر لحلو و سيزداد توهجا ولمعانا مهما تعاقبت الازمان ويتربع في القلوب والعقول بتلك الارض الطيبة التي يأبي ثَراها أن يلين لأي مغتصب .بئر لحلو من هناك كانت البداية واليوم على ذلك المدار ترتسم حصيلة كفاح شعبنا ، الممتدة في اخاديد الوطن وجوداً وحضوراً.. تضحية وعطاء … فعلاً وممارسة.. انتماء وقدسية
رحم الله شهداءنا الابرار واسكنهم فسيح جناته وجزاهم عنا خير الجزاء..
لحسن بولسان