أخبار كوركول

تقرير : الإعلام الغربي يعمل على إظـهار أن المسلمين والعرب مجرمون

الشــروق / قال موقع “ذي كورسير” الإخباري، التابع لجامعة “سانتا مونيكا” بولاية كاليفورنيا الأمريكية، إن هناك تركيزا مقصودا من الإعلام في أمريكا وأوروبا على إظهار المسلمين والعرب على أنهم مجرمون وفوضويون وميالون للجرائم والنزاعات المسلحة والدموية.

جاء ذلك في تقرير أعده الموقع تحت عنوان “الإعلام يستهدف باستمرار دول الشرق الأوسط والخليج”، لتسليط الضوء على حادثة وقعت خلال الأسبوع الماضي، حيث تعرضت ضابطة أمريكية مسلمة بشرطة نيويورك  لاعتداء عنصري من أحد الأمريكيين.

وكانت الشرطية المسلمة أمل السكري تسير برفقة ابنها في حي بروكلين، الذي تقطنه، ففاجأها أحد الأشخاص وتعدّى بالضرب على ابنها، وحين حاولت التدخل أهانها وحاول الاعتداء عليها أيضاً، مطالبا إياهما بـ “العودة إلى بلادهما”، لمجرد أنه رآها ترتدي الحجاب.

هذه الحادثة التمييزية كانت ضحيتها أمريكية مسلمة تعمل في سلك الشرطة، وسبق أن ساهمت في إنقاذ حياة طفل رضيع من حريق ضخم، وحصلت على ميدالية الشجاعة في عام 2014.

وأشار الموقع إلى أن الدلالة السلبية التي أصبحت تحملها كلمة “مسلم” أيضا تشير إلى أنها أصبحت مصدرا للكراهية والعنف ضد المسلمين.

وترى صحيفة “ذا غارديان” البريطانية ” أن السنوات الأخيرة باتت تشهد ربطا ضمنيا لمفردات مثل “إسلامي” و”مسلم” بالتطرف و التشدد والجهاد، وكأنهم كلمات متصلة ببعضها برابطة وثيقة وطبيعية”.

وأجرت الحكومة الكويتية دراسة حول الموضوع، استندت فيها لمقابلات مع خبراء في الإعلام، خلُصت إلى أن التغطية الإعلامية في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج العربي تستند إلى معاداة أمريكا والإرهاب.

وأظهرت الدراسة أنه في العديد من الحالات، تتحدث الصحافة وتكتب عن المسلمين بطرق لن تكون مقبولة إن كانت تشير ليهود أو لسود أو لمسيحيين أصوليين”.

وأشار موقع “ذي كورسير” إلى وجود بعض المجموعات المتطرفة بين المسلمين، إلا أنهم يشكلون أقلية صغيرة في الشرق الأوسط، أما الغالبية العظمى من المسلمين فهم يعيشون حياةً طبيعية ويعملون ويدرسون ويعودون لأسرهم.

ونوه إلى أن وسائل الإعلام لا تغطي نمط الحياة اليومية السلمية في الشرق الأوسط، فمن النادر تذكّر متى غطت وسائل الإعلام معلومات إيجابية عن المسلمين والشرق الأوسط، بسبب ندرتها.

وتضمنت دراسة مشابهة أجرتها صحيفة “ذي غارديان” أن “نشرات الأخبار التلفزيونية والبرامج الوثائقية تعد أقوى مؤثر على آراء الناس حول الإسلام، تليهما تغطيات الصحف”.

وتناول الكاتب في موقع “كورا” لورنس كي، والمقيم في الشرق الأوسط منذ 16 عاما، كيفية رواية وسائل الإعلام “للحقيقة”، حيث أن الوسيلة التي يتم اختيارها قد تعطي وجهات نظر تنحاز للجمهور الذي يتابع المنافذ الإعلامية.

ويعيش كي حاليا في العاصمة الأردنية عمان، وعند سؤاله إن كان مكان إقامته الجديد “سيء” قال: ” نحن مجاورون لسوريا، التي تشهد حربا الآن. ووقعت بعض الهجمات الإرهابية هنا، إلا أنه دائما من الآمن لي أن أمشي في الشوارع ليلاً دون خوف من التعرض للاعتداء أو السرقة، واحتمالية تعرضي للقتل على يد مجرم أو أن يتعرض منزلي للاقتحام أو السرقة منخفضة للغاية”.

ومن بين الأمور التي ينتقدها في مقاله هو حقيقة أن وسائل الإعلام لا تغطي بقية الأخبار في الشرق الأوسط، بل تركز فقط على العنف والصراعات، أما فيما يتعلق بهذه المسألة أشار كي إلى أنه يجب على وسائل الإعلام نقل صورة الحياة العادية في هذه المناطق.

فعلى سبيل المثال، تملك مصر شواطئ مميزة على البحر المتوسط والبحر الأحمر وتعرف لبنان والمغرب بالحياة الليلية، وفي الإمارات يتميز مسجد الشيخ زايد بهندسة العمارة الثورية التي تمزج بين التصاميم العربية والفارسية. وتملك المملكة العربية السعودية إحدى أعقد النظم التعليمية، حيث تدفع الحكومة لطلابها للذهاب إلى الخارج والدراسة مستفيدين من وجود مصدر اقتصادي كالنفط.

بدوره قال أحد طلبة علم الاجتماع في جامعة “سانتا مونيكا”، كان سابقا جنديا في الجيش الأمريكي، كيف أن الأشخاص لا يرون الاختلافات على أنها تغيير إيجابي بل يعتبرونها أمرا سلبيا.

وأضاف: أعتقد أن مجتمعنا ينظر لهم على أنهم “الآخرين”، هم يملكون ثقافة ومعتقدات ولغة وملابس تختلف عن المعروف في أمريكا، وأعتقد أن الناس معتادين على النظر للأمور المختلفة على أنها أمور خاطئة”.

وأكد موقع “ذي كورسير” أن الاختلاف يجب ألا يفصل بين الناس، بل يجب أن يرحب به لبناء مجتمعات أقوى وأكثر ثراء من الناحية الثقافية، وعندما يعيش الناس ضمن ثقافتهم ومعتقداتهم وحدودهم ستكون الدول بدائية إلى حد ما.

ويرى الموقع الإخباري أن السبب في ذلك يعود إلى أن الصين اخترعت الورق، بينما وضع المصريون الأبجدية الحديثة، وصنعت الألياف البصرية في الهند، والإذاعة في إيطاليا، وغيرها من الروابط الصناعية والثقافية.

وتغيرت وسائل الإعلام من قطاع لنشر المعلومات إلى منفذ يولّد أحيانا وجهات نظر منحازة تروج دعاية إعلامية مغلوطة معينة.

ويجادل البعض بأن جميع الصحافيين البارزين لديهم نوع من التحيز، ومن الصحيح أن الصحافيين قد يملكون بعض المواضيع التي يفضلون نشرها وإعطاء آرائهم حولها في مناقشات على الهواء، لكن في الحقيقة من واجبهم التركيز على واقعية وشفافية الأخبار التي ينقلونها، من أجل مصلحة الصحافة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى