حمود ولد المالحة: أزويرات على أعتاب تحول تاريخي… والمستشفى الجديد بداية لمسار تنتظره الساكنة منذ سنوات

الشروق نت / في حديثٍ صحفي خصّ به موقع الشروق نت…
انطلق النائب حمود ولد المالحة في مقاربةٍ دقيقةٍ لمشهد مدينة أزويرات، مستعرضًا بعمق واتساق ما تعيشه الولاية من تحولات، وما تنتظره من مشاريع ذات أثر مباشر على حياة الناس، وهو يتوقف عند كل ملف بنبرة الواثق العارف بتفاصيله..
يؤكد النائب أن وضع الحجر الأساس للمستشفى الجهوي غدًا يشكّل لحظة فاصلة في تاريخ المدينة، لحظة استجابت لنداء ظلّ يتردّد في الشوارع والمخيمات والمصانع منذ سنوات، خاصة وأن أزويرات—بحسب إحصائيات 2024—تجاوزت عتبة الستين ألف نسمة، وأصبحت مركز ثقل ديمغرافي واقتصادي لا يمكن تركه بلا منشأة صحية تليق بحجم المسؤولية.
ويشير إلى أن الحوادث المتكررة التي يتعرض لها المنقبون تجعل الحاجة إلى مركز طبي مجهّز وفعّال ضرورة لا تقبل التأجيل، فليس من المقبول أن يُرفع مصاب في ظروف صعبة إلى نواكشوط ليواجه سؤال الغرفة الشاغرة قبل مواجهة العلاج نفسه.
هذا الواقع، يقول ولد المالحة، يجب أن ينتهي، وأن يتحول المستشفى الجديد إلى نقطة أمان صحي تضع حدًا لسنوات من الهشاشة.
ويمضي النائب إلى ملف تخطيط المدينة، موضحًا أنّ هذا المشروع ظل حاضرًا في مقدمة أولوياته طيلة خمس سنوات كاملة، متنقلًا بين الجهات واللجان حتى اكتملت الدراسة الفنية التي تولتها شركة اسنيم بكفاءة تستحق الشكر.
ويرى ولد المالحة أن تخطيط أزويرات ليس تحسينًا شكليًا ولا ترفًا إداريًا، بل إعادة تأسيس لمدينةٍ عاشت عقودًا بنَفَسٍ عمراني غير متوازن، وأن لحظة القرار اليوم بيد الوزارة الأولى التي ينتظر منها إطلاق المشروع ليأخذ مساره الطبيعي، حتى تكتسب أزويرات هيئةً مدينية تعكس مكانتها كعاصمة لأهم ولاية اقتصادية في البلاد.
وفي السياق نفسه، يتناول النائب مسألة الماء بصراحة لا تخلو من الأمل. فالنقص موجود، وضغوطه يشعر بها الجميع، غير أن المعطيات الفنية—بحسب قوله—تشير إلى حلول قريبة ستضمن توفير المياه لكل الأحياء. ويضيف أن دخول مرحلة تخطيط المدينة يجب أن يقترن بشبكة مائية حديثة، مستقرة، قادرة على مواكبة النمو الديمغرافي واتساع الرقعة السكنية، وأن أزويرات تستحق بنية تحتية تُخرجها من دائرة الارتجال إلى دائرة الاستدامة.
ثم يتوقف عند الدور التنموي لشركة اسنيم، موضحًا أن قرار الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بتخصيص 2% من مداخيل الشركة لصالح سكان أزويرات لم يكن مجرد إعلان سياسي، بل تحوّل بسرعة إلى مشاريع ملموسة غيّرت وجه المدينة، خصوصًا في مجالي الكهرباء والخدمات الجماعية.
ويؤكد أن هذا التحول يلمسه الجميع، وأن أزويرات اليوم تختلف جوهريًا عن أزويرات 2019 ، في مؤشرٍ واضح على أن الإرادة حين تلاقي القرار تُثمر واقعًا جديدًا.
كما يلفت ولد المالحة الانتباه إلى مطلب اقتصادي يتجدد باستمرار: إعادة فتح السوق الحرة للسلع القادمة من الجزائر.
فهذه المواد الغذائية كانت توفر توازنًا مهمًا في السوق المحلي، وانقطاعها انعكس مباشرة على الأسعار والمعيشة اليومية.
ويرى النائب أن فتح هذا المعبر الاقتصادي من شأنه أن يعيد الانسيابية التجارية ويمنح المواطن خيارات أوسع بتكاليف أقل.
وعن زيارة رئيس الجمهورية المرتقبة، يشير النائب إلى أن أزويرات مدينة ذات نسيج اجتماعي متماسك، لا تعرف الفوارق الطبقية الحادة، وتحتضن مزيجًا يعكس صورة موريتانيا بكل ألوانها.
ويضيف أنه ركّز في التحضير لهذا الاستقبال على فئة الشباب التي تشكل الرهان الأكبر للبلاد، وخصوصًا بعد إعلان الرئيس عن تأسيس مجلس جهوي للشباب في كل ولاية، خطوة يعتبرها ولد المالحة تحولًا مؤسساتيًا يفتح الباب أمام مشاركة جيل الغد في صياغة القرار وصناعة المستقبل.
ويختتم النائب حديثه بروح المسؤول الذي يرى عمله امتدادًا لالتزام أخلاقي قبل أن يكون تكليفًا سياسيًا، مؤكّدًا أنه نائب للجميع، قريب من الجميع، وأن ما يرفعه تحت قبة البرلمان أو أمام الجهات الحكومية هو صوت الولاية بكل مكوناتها، وأنه سيظل يعمل بنفس الوتيرة والاندفاع حتى تتحقق آمال الساكنة وتكتمل ملامح أزويرات التي يحلم بها أهلها.. مدينة قوية، مخدومة، ومواكبة لدورها الوطني والاقتصادي.



