أخبار وتقاريرمميز

النعمة تخلع الأقنعة .. ملحمة الزيف والصدق في استقبال الرئيس

الشروق نت (النعمة) – تستلقي النعمة في حضن جبالها، تلك الجبال التي اعتادت حمل حرارة الشمس، لكن سخونتها هذه الأيام لا تأتي من الجوّ، بل من حقيقة أطرها ومنتخبيها وفاعليها السياسيين، الذين طالما ادعوا النفوذ والتمدد الشعبي، فكان زيفهم يزداد مع كل موسم زيارة، وكل مناسبة سياسية.

سخونتها اليوم تعري الأقنعة الواهية، وتكشف الرياء، وتفضح من اعتقد أن المظاهر تساوي الحقيقة، وتجعل المدينة تتنفس صدقها في انتظار فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، ليرى ما لم تقدر الصور واللافتات على إخفائه.

هنا في النعمة، وحتى المتقاعدون، سواء المدنيون أو العسكريون، يبدو أنهم لم يطرحوا بعد عصا التملق والتشويش على الفاعلين الحقيقيين في هذا الاستقبال التاريخي، الذي سيزور فيه الرئيس كل مقاطعات ولاية الحوض الشرقي لأول مرة في زيارة متواصلة منذ انتخابه 2019، وهو ما جعل الصورة العامة للتحضيرات مشوشة.

فالكل هنا من موظفين حاليين وسابقين، ومن لا يمتلكون رصيدًا سياسيًا، يتشبثون بأسلوب التملق والتزييف لإظهار أنهم يساهمون في إنجاح الزيارة، رغم أنهم لا يملكون حقًا إلا صورًا تُنشر على وسائل التواصل الاجتماعي وكأنها دليل قوة، فيما الواقع يثبت عكس ذلك.

لم تكن التحضيرات مجرد بروتوكولات، بل كانت امتحانًا صارمًا للصدق والولاء، غربلت الأسماء والألقاب، وأسقطت الزيف عن وجوه طالما اعتادت التواري خلف المظاهر، وكشفت هشاشة من اعتقد أن المظاهر تساوي الحقيقة. فالشوارع خالية إلا من الغبار، والمنازل خاوية إلا من أهلها، والمدينة بأكملها تخاطب متصدري المشهد الوظيفي والسياسي لسنوات لتقول: “كفى تزييفًا، كفى ادعاءً.”

وقد ظهر بجلاء أن الغالبية العظمى تعيش جفافًا فكريًا، وأن حضورها يقتصر على المواسم السياسية والزيارات الرسمية، فأصبحوا أبناء المناسبات لا المواقف، وسكان الصور لا الساحات.. يتكئون على وعود لم يوفوا بها للمواطنين، ويختبئون خلف ادعاءات ووزن سياسي واجتماعي يكذبه الواقع منذ زمن بعيد، فباتوا كأشجار يابسة تتزين بالظل ولا تُثمر.

بين هذا الركام، ظهر رجالٌ بحق، صادقون في ولائهم، حافظوا على رصيدهم الشعبي والسياسي، وعملوا بلا ضجيج على إنجاح الزيارة، مجسدين معنى الخدمة الحقيقية.. هؤلاء رفعوا راية الوفاء فوق زخارف الكذب، وحملوا محبتهم للمدينة بصمت، كالشعلة التي لا تنطفئ في ظلام الرياء، وحائط صدٍّ أمام كل من حاول أن يعبث بصورة المدينة اليوم .

وها هي النعمة، بعد أن عرت أطرها ومنتخبيها، سنكشفهم  نحن أيضا في تقارير ميدانية موثقة، تشير إليهم بالاسم ليعرف الرئيس أن ساكنة النعمة معه، وأن المسؤولين والأطر والمنتخبين هم سبب ما شهدته المدينة من تزييف وإقصاء على مرّ السنوات..

لقد حان الوقت لتجديد الواجهة سياسيًا ووظيفيًا، وتثبيت حضور الفاعلين الحقيقيين الذين عرفوا معنى الولاء الصادق.

 

إن النعمة، كما عهدها التاريخ، لا تُخدع بالبريق، ولا تُرشى بالصور، مدينة تعرف رجالها، وتكشف من تزيّن لها بالكذب، وإذا هي — كعادتها — وفية للحقيقة وحدها، وفية للصادقين الذين حملوا محبتهم بصمت، ولم يبدلوا الوفاء بالادّعاء.

 

#البو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى