الدكتور محمد محمود ولد الطالب احمذو يعيد وهج النحو العربي بكتاب “طرة التاه ولد يحظيه” في معرض نواكشوط الدولي للكتاب
الشروق نت (نواكشوط) – ضمن فعاليات اليوم السادس من النسخة الأولى من معرض نواكشوط الدولي للكتاب، المنظم من طرف وزارة الثقافة والفنون والعلاقات مع البرلمان، تميّز ركن التوقيعات بفعالية علمية وثقافية بارزة، تمثلت في توقيع الدكتور محمد محمود ولد الطالب احمذو لكتابه الموسوم بـ “طرة التاه ولد يحظيه ولد عبد الودود على نظم سلم الطالبين إلى قواعد النحويين، للعلامة الختار ابن بون”، في تحقيقٍ ودراسةٍ علميين دقيقين أعادا إلى الواجهة نصًا نحويًا ثمينًا من ذخائر المدرسة الشنقيطية العريقة.
ويُعدّ هذا الكتاب من أهم المختصرات في علم النحو، إذ لا يتجاوز متن النظم 165 بيتًا، غير أنه زاخر بالفوائد والدقائق اللغوية، ويتميّز بعدة خصائص جعلته مرجعًا فريدًا في بابه، من أبرزها:
– اشتمال متنه على أبواب نحوية غير مطروقة في المختصرات، مما يعكس عمق التصور العلمي لمؤلفه.
-التجديد في الترتيب والتبويب والتقعيد، بأسلوبٍ يُعيد الحيوية إلى مناهج النحو التقليدية.
كما يتفرّد الشرح بأسلوب “الطُّرَر” المعروف في التراث الشنقيطي، حيث يُزاوج بين الاختصار والدقة في التعبير، والامتزاج العضوي بالمتن، في انسجامٍ يجسد الأصالة والابتكار في آنٍ واحد.
وفوق هذا وذاك، يظلّ الكتاب منتوجًا شنقيطيًا خالصًا، في نظمه وشرحه، وهو ما يمنحه طابعًا محليًا أصيلًا يعكس عراقة المدرسة العلمية الموريتانية وريادتها في علوم العربية.
وقد نجح المحقق الدكتور محمد محمود ولد الطالب احمذو في إخراج هذا العمل من دائرة الإهمال والنسيان، وتقديمه للقراء مصححًا منقحًا، مع التعليق على الأمثلة والشواهد وتخريجها من المصادر المعتمدة في مجالها، وتحليته بفهارس دقيقة كاشفة تجعل الإفادة منه ميسورةً للباحثين والدارسين على حد سواء.
وقد شكّل توقيع الكتاب لحظة احتفاءٍ ثقافية مميزة، أهدى خلالها المؤلف نسخة من كتابه إلى معالي وزير الثقافة والفنون والعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد الحسين ولد مدو، الذي حضر توقيع الكتاب، ثم توالى إهداء المؤلف نسخًا من عمله إلى جمهور الثقافة الحاضر من المؤلفين والكتاب والشعراء والإعلاميين، في مشهدٍ يعكس تقدير الوسط الثقافي لهذا الإسهام العلمي الراقي، واحتفاءه بجهود الباحثين الموريتانيين في إحياء تراث الأمة وتخليد رموزها.
