مونكل : لمبارات تحتضن النسخة الثانية من لقاء بكل للثقافة والسياحة.. تظاهرة تنموية وثقافية في قلب كوركول

الشروق نت – مونكل (بكل لمبارات)
احتضنت قرية لمبارات ببلدية بكل التابعة لمقاطعة مونكل صباح اليوم فعاليات النسخة الثانية من لقاء بكل للثقافة والسياحة، وسط حضور رسمي رفيع وجموع غفيرة من السكان والأطر والمنتخبين. وقد أشرف على الافتتاح والي ولاية كوركول السيد محمد المختار ولد عبدي، محاطاً بالسلطات الإدارية والأمنية في الولاية، حيث كان في استقباله حاكم مقاطعة مونكل، وعمدة بلدية بكل، والإطار بون ولد القطب، والمدير الجهوي للجمارك في الولاية، والمفوض المساعد للأمن الغذائي الإمام ولد عبداو، ومستشار وزير العدل محمد ولد بوبكر، والنائب عن مقاطعة أمبود جعفر ولد ماء العينين، إلى جانب كوكبة من الوجهاء والأطر والمنتخبين.
وفي كلمته الافتتاحية أكد والي كوركول أن هذا اللقاء ينسجم مع التوجه العام للدولة نحو تثمين مقدرات الداخل وإبراز خصوصياته الثقافية والسياحية والاقتصادية، موضحاً أن رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني أولى عناية خاصة لهذا المسار إدراكاً لما تحمله السياحة الداخلية من قيمة اقتصادية واجتماعية، ولما لها من أثر في إنعاش الأسواق المحلية وتحريك الدورة الاقتصادية وتعزيز فرص العمل وترسيخ ثقافة العودة إلى الجذور. وأضاف أن مثل هذه التظاهرات تمثل محطات جامعة لإبراز خصوصيات المجتمع المحلي في إطار وطني شامل، وتكريساً لقيم الوحدة والاندماج والتماسك الاجتماعي، داعياً الحاضرين إلى المساهمة في إنجاح مشروع المدرسة الجمهورية وترسيخ المواطنة، وإلى جعل الزراعة خياراً استراتيجياً لتحقيق السيادة الغذائية. واختتم كلمته بالإعلان عن انطلاق فعاليات اللقاء.
أما منسق المهرجان الإطار بون ولد القطب فقد أبرز في كلمته أن الحدث ليس مجرد تظاهرة ثقافية بل هو مناسبة لترسيخ قيم التآخي والتكامل التي عرف بها مجتمع المنطقة عبر التاريخ، مؤكداً أن التنوع الثقافي الذي تزخر به ولاية كوركول يمثل ثروة وطنية جامعة. وقال إن أبناء هذا الوطن عاشوا على بساط واحد وينتمون إلى قدر مشترك يجعلهم متساوين في الحقوق والواجبات، متضامنين في بناء وطن يتسع للجميع. وأوضح أن تنظيم هذا اللقاء جاء امتداداً لمسار وطني يرمي إلى دعم السياحة الداخلية وتنمية الأرياف، وأن الحضور الرسمي والشعبي الواسع خير دليل على المكانة المتنامية لهذا الحدث.
وقد تخللت الفعالية عروض مسرحية تناولت قضايا حيوية مثل الوحدة الوطنية ومكافحة المخدرات والحد من التسرب المدرسي، كما أقيمت معارض للمنتوجات التقليدية التي عكست براعة الحرفيين المحليين، إلى جانب عروض للفروسية أضفت على المناسبة بعداً احتفالياً وأعادت إلى الأذهان مشاهد الموروث الأصيل للمنطقة. ولم يكن لقاء لمبارات مجرد احتفال ثقافي عابر، بل شكل محطة تعكس دينامية جديدة تشهدها مناطق الداخل، حيث تتقاطع الثقافة والسياحة والتنمية في مشروع وطني أوسع يسعى إلى جعل الأرياف فضاءات منتجة وجاذبة.
وقد شارك في الفعالية عشرات الأطر والمنتخبين والفاعلين من مختلف مقاطعات ولاية كوركول، إضافة إلى جمهور واسع من سكان بلدية بكل، الذين تفاعلوا بحماس مع العروض والأنشطة المصاحبة، في مشهد جسّد روح التضامن والانتماء العميق للأرض والهوية.